السؤال
كنت في ضلال؛ أشرب الخمر، وأعيش مثل الأجانب في بلد أجنبي، ولا أذكر الله أبدا، ولا أقرأ القرآن، وكانت حياتي ميسورة وسعيدة... والأصحاب والضحك والدنيا والجمال، وكل مباهج الدنيا، وأدرس في أرقى الجامعات، وألبس أحسن الثياب... ثم قررت التوبة فظهرت علي أعراض مس وسحر وهلوسة شديدة؛ خاصة بعد خطوبتي واكتئاب شديد، وظن أهلي أنني جننت، وقال لي أحد الرقاة إنه سحر قديم منذ الصغر، فأقبلت على قراءة سورة البقرة يوميا، والصلاة في وقتها، والتوبة، وخرجت من الدنيا وحياتي السابقة رغم كثرة الفرص التي تأتيني وتغريني، وخفت الهلوسة كثيرا منذ بدأت قراءة البقرة، ولكن الاكتئاب يزيد، فلا أستطيع عملا، ولا الخروج ولا أن أفعل شيئا، وأشعر أن شيئا يسيطر على أفكاري، فيغرني بالخمر ويزين لي حياتي السابقة.. وتأتيني أحلام غريبة أرى فيها الجن وأشكالهم والكنوز المدفونة، ومدنا تحت الأرض وفي البحار... فماذا أفعل كي أتخلص من الاكتئاب الشديد وأخرج من المنزل؟ وهل التوبة تسبب الاكتئاب؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نهنئك بما أنعم الله تعالى به عليك من التوبة، فإن التوبة من أعظم أسباب الفلاح والسعادة في الدارين، وليست من أسباب الاكتئاب، فقد قال الله تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور:31}.
وأما الضيق النفسي والاكتئاب ونحو ذلك مما تشعرين به أحيانا: فهو من الشيطان، يريد أن يردك لطريق الغواية، وعلاجه الذكر وقراءة القرآن والدعاء، فاستعيني بالله وبالصبر والصلاة، ففي الصلاة شفاء مما تجدين، قال تعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة {البقرة:45}. وقال تعالى: ألا بذكر الله تطمئن القلوب {الرعد:28}.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حانت الصلاة يقول لبلال رضي الله عنه: يا بلال أقم الصلاة، أرحنا بها. رواه أبو داود، وصححه الألباني.
فالصلاة راحة نفسية وسكينة وطمأنينة، لا يجدها القلب في غيرها، نسأل الله لك الهداية والرشاد، ويمكنك أن ترقي نفسك أو تسترقي بعض الرقاة المعروفين بالاستقامة وصحة الاعتقاد، فإن الرقية يشرع عملها سواء كان الشخص مصابا أم لا وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 26806، 38127، 80694.
والله أعلم.