السؤال
لي صديقه قريبة مني جدا، عرفت أنها تتكلم مع شخص، ومنذ أن قالت لي وأنا أحاول أن أنصحها بتركه، وأحيانا كانت تقول لي إنهما انفصلا ثم فجأة تخبرني أنهما عادا، وأخبرتني أنها زنت معه، فصدمت وتغيرت علاقتنا، ولكننا مازلنا صديقتين، وقد أخبرتني أنها قد تركته لأنها كرهته بعد الزنا، وهي الآن مخطوبة، وقد اكتشفت أنها رجعت تكلم هذا الشخص بالهاتف، وترفض مراجعة شخص مختص لمساعدتها، فهل يحق لي أن أخبر شخصا آخر عن ما قامت به لمحاولة مساعدتها؟ أم أستر عليها؟ وإذا كان يجوز إخبار شخص آخر، فمن يكون؟ أخاف عليها وعلى حياتها الزوجية المستقبلية.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن لم تكن هذه الفتاة معروفة بالشر، وليست مجاهرة بالمعصية ولا معلنة لها، فالأصل الستر عليها، وعدم فضح أمرها، ولابأس بأن تهدديها بإخبار وليها، أو من يمكنه الأخذ على يدها، ومنعها من الفساد، فقد يكون هذا زاجرا لها، فإن تم ذلك فالحمد لله، وإلا فاستمري في نصحها وتخويفها بالله عز وجل مع اجتناب صحبتها، فصحبة مثلها خطر داهم، فقد جاءت السنة بالتحذير من صحبة الأشرار، كما في الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.
وإذا كانت مجاهرة ومعروفة بالشر فيجوز فضحها والإخبار عن أمرها، كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 176797.
وأما الشخص الذي يمكن إخباره فوليها، ومن يمكنه الأخذ على يدها ومنعها من الشر ـ كما أسلفنا ـ وإذا تحقق الغرض بالتلميح بتصرفاتها فلا يلجأ إلى التصريح، وعند الحاجة للتصريح يجب الحذر من ذكر أمر الزنا، لأن هذا قد يتضمن قذفا، وكذا الحال في بذل النصيحة للخاطب يكتفى فيه بالتلميح إذا أغنى عن التصريح، بأن يقال له مثلا: إنها لا تصلح لك. وللمزيد راجعي الفتويين رقم: 256699، ورقم: 201457.
وننبه إلى أن من ابتلي بالوقوع في شيء من المعاصي يجب عليه أن يستر على نفسه، ولا يخبر بها أحدا صديقا أو غيره، وسبق بيان ذلك بأدلته في الفتوى رقم: 33442.
والله أعلم.