السؤال
أنا طبيبة في مشفى أطفال، كنت لا أقضي الأيام التي فاتتني من رمضان بسبب العادة، وبعدها تبت إلى الله، وقمت بقضائها كلها، وبقي علي دفع كفارة تأخير القضاء؛ لأني علمت بوجوب القضاء قبل دخول رمضان الثاني، لكني لم أقض.
المهم أني تبت والحمد لله، وصمت الأيام المطلوبة، ولكن بقيت علي كفارة القضاء، وعلمت من الفتاوى السابقة أنها يجب أن تكون طعاما وليست مالا، ولكني أخذت المال، ونويت أن أشتري به الطعام للفقراء، والتقيت بامرأة محتاجة بالفعل، وأخبرتها أني أريد أن أدفع لها كفارة قضاء 40 يوما من رمضان، أي ما يعادل ستين كيلا من الطحين أو الأرز، فقالت لي إنها تريد المال؛ لأنها تشتري نوعا خاصا من الطحين، والأرز، ومن مكان خاص، لا أعلم أين يكون؟ لهذا قمت بتسليمها مبلغا من المال يكفي لشراء خمسين كيلا من الطحين، وعشرة كيلوات من الأرز، وقد اختارت هي هذه القسمة بنفسها؛ لأنها تحتاج إلى هذين الصنفين من الطعام، لإطعام أطفالها الجياع، وزدت في المال، وأعطيتها ما يكفي لأجرة الذهاب والإياب، ونقل الأكياس.
فهل هذا يجزي عن دفع الطعام، علما أن الفقيرة اختارت بنفسها المال، ورأته أفضل؛ لأنها تحتاج لنوع خاص من الطحين والأرز؟
أرجوكم أخبروني؛ لأني كثيرة الوسواس فيما يتعلق بهذا الأمر، وأنا طبيبة، ولا أملك وقتا لأخذ أكياس الطعام، وتوزيعها، لكني ألتقي بفقراء كثر بالمشفى، وكان أسهل علي بكثير إعطاء المال بدل الطعام، والفقراء يرون ذلك أفضل من إلزامهم بالطعام؟
وشكراً لكم.