السؤال
أنا طبيب حديث التخرج، وقد لاحظت على أخي الأصغر بعض أعراض تناول الحشيش, وكنت أستبعد ذلك، لأن والدي ـ مع أنه كريم جدا معنا ـ يحاسبنا بدقة على كل مبلغ مالي، لأنه يخشي أن تؤدي كثرة الأموال معنا إلى فساد أخلاقنا، ومن هواياتي الحاسب الآلي, وعندما شككت في ذلك قمت باختراق هاتف أخي، واطلعت على رسائل برنامج المحادثة ـ WhatsApp ـ وعندها تأكدت من أنه يتناول هذا النوع من المخدرات مع بعض أصدقائه, وللأسف علمت أن أحد أصدقائه يحضر لهم أموالا مزورة... فهل ما قمت به من الاطلاع على رسائل جوال أخي يعتبر من التجسس المنهي عنه؟ وهل أستمر في ذلك حتى أكون دائما على اطلاع على ما يفعل، وبالأخص أنه في مرحلة عمرية صعبة، ويحيط به بعض أصدقاء السوء؟ وهل أخبر أبي بما علمت أم لا؟ علما بأنني لا أستطيع التأثير على أخي، لأنني قليل الجلوس معه بسبب الدراسة، وأخاف أن يتصرف أبي بطريقة يكون ضررها أكبر من نفعها. وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنرجو ألا تكون آثما لما فعلته من التجسس على هاتف أخيك، لكونك إنما فعلت ذلك لما ظهر لك من الأمارات الدالة على الريبة في كونه يرتكب هذا المحظور، وانظر الفتويين التاليتين: 212821 ، 111839 ، وما أحيل عليه فيهما، ثم الواجب عليك وقد تبينت ما ذكر مناصحة أخيك، وأن تبين له أن ما يفعله من كبائر الذنوب، وأنه بذلك يعرض نفسه لسخط الله وعقوبته، ولفساد الدين والدنيا، ولتنظر الفتوى رقم: 17651.
فإن استجاب ـ فالحمد لله ـ وإلا فلابد من تصعيد الأمر إلى من يمكنه ردع هذا الأخ عما يفعله من المنكر، فإن كان في إخبار أبيك مصلحة فأخبره مع مناصحته باتباع الأسلوب الأحسن في نصحه وتقويمه، ولابد من مناصحة أخيك بالبعد عن رفاق السوء، ومحاولة دعوته إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتبديله بهؤلاء الأصدقاء غيرهم من أهل الخير والصلاح، ومحاولة جذبه بكل ممكن إلى طريق الاستقامة، وينبغي أن تفرغ له جزءا من وقتك طاعة لله تعالى واحتسابا رجاء صلاحه واستقامته، والله يهديه وسائر شباب المسلمين.
والله أعلم.