السؤال
أنا طالب علم, بفضل الله تعالى أستطيع التعامل مع الأدلة.
عندما أريد أن أعلم الأطفال الصغار، أو عامة الناس شيئاً من العبادات، فإنني أقوم بـ: إذا كان الأمر مسألة، فأنا أعلمهم بناء على القول الراجح عندي فمثلاً: أعلمهم أن قراءة الفاتحة واجبة حتى على المأموم؛ لأن هذا هو الراجح عندي , أما إذا كان الأمر يحتاج إلى وصف وفهم، فأنا أعلمهم ما فهمته من القرآن والسنة، ثم ما فهمته من العلماء في هذا الأمر فمثلا: أعلمهم أن النية هي عبارة عن قصد القيام بالعمل، فمتى قصد المسلم عملا فقد نواه, وأن النية فائدتها تمييز العبادات عن العادات، والعبادات عن بعضها، وأيضاً قد يحصل بها المسلم على أجر عمل لم يعمله، كمن نوى وهو عازم على قيام الليل، ثم نام. .....إلخ.
فهل ما أقوم به صحيح أم هناك خطأ؟
أطلب سرد أي خلاف (إن وجد), وآراء العلماء بأدلتها (ما أمكن).
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلا إشكال فيما ذكرته من طريقة التعليم، وأنت على خير -إن شاء الله تعالى- ونوصيك بالاستزادة من طلب العلم، ونشره، وتعليمه للناس، وليكن طلبُك للعلم وتعلميك للناس، كلاهما بالتدرج من المسائل الصغيرة في العلم، إلى الكبار، لا العكس، وبالأهم ثم المهم، مراعاةً لمبدأ الربانية في التعلم والتعليم، وذلك لقول الله تعالى: ... وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ {آل عمران :79 } قال البخاري في صحيحه: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} حُلَمَاءَ فُقَهَاءَ، وَيُقَالُ: الرَّبَّانِيُّ الَّذِي يُرَبِّي النَّاسَ بِصِغَارِ العِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ. اهـ.
قال ابن حجر في (هدي الساري): أي: بالتدريج. اهـ.
وقال القرطبي في تفسير هذه الآية: وَالرَّبَّانِيُّ الَّذِي يُرَبِّي النَّاسَ بِصِغَارِ الْعِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ، وَكَأَنَّهُ يَقْتَدِي بِالرَّبِّ سُبْحَانَهُ فِي تَيْسِيرِ الْأُمُورِ، رُوِيَ مَعْنَاهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. اهـ.
والله تعالى أعلم.