السؤال
قبلت في الجامعة بالوساطة ولم أكن أعلم حكمها وظننت أن الله هو الذي وفقني، أدرس اللغة الأجنبية، لأن معدلي كان فيها ناقصا، ولكنني جيدة فيها، وبعد توبتي وحرصي على ديني زاد الشيطان في وسوسته خاصة في ديني، وأصبحت أحس بالذنب وأخاف على نفسي.. وأتعهد بعد تخرجي أن أكون كفؤا في الوظيفة، فهل أكمل دراستي؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليست كل وساطة محرمة، والوساطة المذكورة لم يتبين لنا فيما ذكرته ما يمنعها غير أنك صاحبة شكوك ووساوس، ومن فتح على نفسه هذا الباب فقد عذبها وأرهقها وسيأتيه الوسواس في كل شيء في دراسته وعمله وعبادته ومعاملاته وغيرها، ومن أنفع ما يعالج به هو الإعراض عنه وعدم التمادي فيه: سئل ابن حجر الهيتمي عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب: له داوء نافع، وهو الإعراض عنها جملة كافية ـ وإن كان في النفس من التردد ما كان ـ فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها، وعمل بقضيتها، فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها، وأصغوا إليها، وإلى شيطانها…
وجاء في الصحيحين ما يؤيد ما ذكرته وهو أن من ابتلي بالوسوسة فليعتقد بالله ولينته، فتأمل هذا الدواء النافع الذي علمه من لا ينطق عن الهوى لأمته.... إلخ، وانظري الفتويين رقم: 10355، ورقم: 3086.
وعلى كل، فليس فيما ذكرته ما يمنع من متابعتك للدراسة، ولو تخرجت ووجدت عملا مباحا تحسنينه فلا حرج عليك في مزاولته، لكن مع مراعاة الضوابط الشرعية لخروج المرأة من بيتها سواء للدراسة أو العمل، فلا تخرج متعطرة ولا متبرجة بزينة، وأن تتجنب الجلوس بجانب الرجال، وأن تجتنب محادثتهم فيما لا حاجة إليه وبدون خضوع بالقول، وعليها أن تكون على حذر دائم... ومراقبة لله تعالى..
والله أعلم.