الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النظر إلى المدخنين عبر التلفاز

السؤال

القاعدة الشرعية المعروفة عند الكثير من الفقهاء: "ما حرم فعله حرم التفرج عليه" فهل يدخل فيها مشاهدة المدخنين، وغيرهم ممن يجاهرون بالمعاصي على التلفاز؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالمقولة أو القاعدة المذكورة ذكرها كثير من أهل العلم بألفاظ قريبة مما ذكرت، فقد جاء في حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني عند الكلام على حكم الصور: والحاصل أن ما يحرم فعله يحرم النظر إليه، وما يكره، يكره، وما يباح، يباح.

وجاء في حاشية الرملي الشافعي عند كلامه على حرمة التحريش بين البهائم: يَحْرُمُ التَّفَرُّجُ عَلَى هَذِهِ الْأَشْيَاءِ الْمُحَرَّمَةِ؛ لِأَنَّ فِيهِ إعَانَةً لَهُمْ عَلَى الْحَرَامِ. وفي تحفة المحتاج للهيتمي: وَكُلُّ مَا حَرُمَ، حَرُمَ التَّفَرُّجُ عَلَيْهِ.

وجاء في نهاية الزين في إرشاد المبتدئين في الفقه الشافعي في باب مَا يحرم اسْتِعْمَاله من اللبَاس والحلي قال: وَيحرم التفرج على الزِّينَة الْمُحرمَة لكَونهَا بِنَحْوِ الْحَرِير... لِأَن مَا هُوَ حرَام فِي نَفسه يحرم التفرج عَلَيْهِ.

وحيث إن التدخين حرام، كما بينا في الفتوى رقم: 1819. فإن مشاهدته كذلك حرام، سواء كان ذلك مباشرة أم عبر التلفاز؛ لأنها من مشاهدة المنكر من دون تغيير له، فكأنها إقرار له، ورضى به، وتشجيع عليه، وانظر الفتوى رقم: 226867.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني