السؤال
القاعدة الشرعية المعروفة عند الكثير من الفقهاء: "ما حرم فعله حرم التفرج عليه" فهل يدخل فيها مشاهدة المدخنين، وغيرهم ممن يجاهرون بالمعاصي على التلفاز؟
القاعدة الشرعية المعروفة عند الكثير من الفقهاء: "ما حرم فعله حرم التفرج عليه" فهل يدخل فيها مشاهدة المدخنين، وغيرهم ممن يجاهرون بالمعاصي على التلفاز؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمقولة أو القاعدة المذكورة ذكرها كثير من أهل العلم بألفاظ قريبة مما ذكرت، فقد جاء في حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني عند الكلام على حكم الصور: والحاصل أن ما يحرم فعله يحرم النظر إليه، وما يكره، يكره، وما يباح، يباح.
وجاء في حاشية الرملي الشافعي عند كلامه على حرمة التحريش بين البهائم: يَحْرُمُ التَّفَرُّجُ عَلَى هَذِهِ الْأَشْيَاءِ الْمُحَرَّمَةِ؛ لِأَنَّ فِيهِ إعَانَةً لَهُمْ عَلَى الْحَرَامِ. وفي تحفة المحتاج للهيتمي: وَكُلُّ مَا حَرُمَ، حَرُمَ التَّفَرُّجُ عَلَيْهِ.
وجاء في نهاية الزين في إرشاد المبتدئين في الفقه الشافعي في باب مَا يحرم اسْتِعْمَاله من اللبَاس والحلي قال: وَيحرم التفرج على الزِّينَة الْمُحرمَة لكَونهَا بِنَحْوِ الْحَرِير... لِأَن مَا هُوَ حرَام فِي نَفسه يحرم التفرج عَلَيْهِ.
وحيث إن التدخين حرام، كما بينا في الفتوى رقم: 1819. فإن مشاهدته كذلك حرام، سواء كان ذلك مباشرة أم عبر التلفاز؛ لأنها من مشاهدة المنكر من دون تغيير له، فكأنها إقرار له، ورضى به، وتشجيع عليه، وانظر الفتوى رقم: 226867.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني