السؤال
ذكر ابن القيم علاماته تحت مسمى العشق الشركي الكفري فقال: أن يقدم العاشق رضاء معشوقه على ربه، وإذا تعارض عنده حق المعشوق وحظه وحق ربه وطاعته، قدم حق معشوقه على حق ربه وآثر رضاه على رضاه، وبذل له أنفس ما يقدر عليه، وبذل لربه ـ إن بذل ـ أردأ ما عنده، واستفرغ وسعه في مرضاة معشوقه وطاعته والتقرب إليه، وجعل لربه ـ إن أطاعه ـ الفضلة التي تفضل من معشوقه من ساعاته، فهل يعني أن طاعة المخلوق في المعصية تصبح شركاً وقد قرأت في أحد المنتديات أن المقصود بكلام ابن القيم: وأما تقديم محبة أحد من الخلق وإيثارها حتى يعصي الله بسبب تلك المحبة فهو ضلال وفسق وعصيان، وقد يكون شركاً في حالين:
الأولى: أن يتبع ذلك المحبوب ويعصي الله لأجله في ارتكاب معصية مما ينقض الإسلام كأن يجيبه إلى النذر لغير الله أو غير ذلك مما يخرج به من الملة.
الثانية: أن تكون محبة هذا المخلوق هي المقدمة لديه على محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فيطيعه طاعة مطلقة ويتابعه متابعة مطلقة بحيث لو أمره بالكفر لفعله، فهذه المحبة شرك أكبر مخرجة عن الملة ـ والعياذ بالله ـ لأنه بهذه المحبة جعله نداً لله، كما قال تعالى: ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله ـ أما إذا كانت محبة الله هي الأصل وهي المقدمة لديه بحيث لو أمره ذلك المحبوب بالكفر لم يفعله، فإن طاعته له فيما سوى ذلك عصيان وفسق وليست شركاً أكبر، لأنه لم يجعله نداً، فهل هذا مقصد ابن القيم أم لا؟.