السؤال
أود أن أسأل عن مشروعية الدعاء بأسماء الله الحسنى، بالنظم، كما في المنظومة الدمياطية، ومنظومة أسماء الله الحسنى لسيدي أحمد الدردير المالكي، الخلوتي. وهذا مثال لها: تَبَارَكْتَ يَا اللهُ رَبِّي لَكَ الثّنَا فَحَمْداً لِمَوْلاَنَا وَشُكْراً لِرَبِّنَا بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى وَأسْرَارَهَا الَّتِي أقَمْتَ بِهَا الأَكْوَانَ مِنْ حَضْرَةِ الغِنَا فَنَدْعُوكَ يَا اللهُ يَا مُبْدِعَ الوَرَى يَقِيناً يَقِينَا الهَمَّ وَالكَرْبَ وَالعَنَا وَيَا رَبُّ يَا رَحْمَنُ هَبْنَا مَعَارِفاً وَلُطْفاً وَإِحْسَاناً وَنُوراً يَعُمُّنَا وهكذا، مع العلم أني أود أن أدعو بها بمفردي وليس في مجلس، وأعلم أنها ليست سنة. وإنما وجدت بها من الطلب والدعاء ما أريده، ولا أعرف كيف أصوغه؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه لا حرج في الدعاء بأسماء الله الحسنى، ضمن بعض الأدعية التي نظمها بعض العلماء الأقدمين، إن لم يكن فيها ما هو محظور من العبارات التي يمنعها الشرع، فإن أسماء الله الحسنى يشرع الدعاء بها؛ لعموم قوله تعالى: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا. {الأعراف:180}.
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، اسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرجا، قال: فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها، فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها. رواه أحمد.
وقد قال الإمام ابن القيم في الصواعق المرسلة: ولهذا كان أفضل الدعاء وأجوبه، ما توسل فيه الداعي إليه بأسمائه وصفاته. انتهى.
وراجع الفتوى رقم: 46002
والله أعلم.