السؤال
جزاكم الله خيرا.
لدي أسئلة عن المساواة في القيمة البشرية.
هل نحن متساوون في القيمة الإنسانية؟ أو هل الناس متساوون في جوهرهم الإنساني؟ وقيمتهم واحدة؟ وما الدليل على ذلك؟ لأن لدي وساوس شديدة، فتأتيني وساوس أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أؤذي عيني ونفسي -حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم- ووساوس أن الإسلام كان يفرق بين الناس على أساس اللون.
فماذا أفعل اتجاه هذه الأفكار والوساوس؟ وهل الناس متساوون في البشرية؟
أسأل الله العظيم أن يفرج عنكم كربة من كرب يوم القيامة.
وجزاك الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما هذه الوساوس فدعك منها، ولا تبال بها، ولا تعرها اهتماما، ولا علاج لها سوى تجاهلها والإعراض عنها.
وأما ما سألت عنه: فإن الناس كلهم في حكم الإسلام سواسية، لا يتفاضلون بنسب ولا بمال، ولا بلون ولا بعرق، وإنما تفاضلهم بما وقر في قلوبهم من الإيمان، واستقر في أفئدتهم من التقوى، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات:13}. وفي مسند أحمد بإسناد صحيح -كما قال محقق المسند- أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس أوسط أيام التشريق فقال: يا أيها الناس: ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى.
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرر هذا المعنى في أعظم المحافل، مؤكدا ما أكده القرآن العزيز من استواء الناس، وكونهم عند الله تعالى سواء لا يتفاضلون إلا بحسب تقواهم، فلا معنى لما يعرض لك من الوساوس في هذا الموضوع إذا.
والله أعلم.