السؤال
منذ أيام البلوغ وما قبله وأنا أقوم برش الماء على البظر لأوقات طويلة مستمتعة بهذا، ولم أكن أعلم ما هي العادة السرية، وللأسف عندما علمتها كنت أظن أنها فقط إدخال شيء في الفرج، ولم أكن أعلم أن الاستمتاع بالماء هو من العادة السرية، فما الحل في صلاتي وصيامي؟ وأنا الآن أبلغ من العمر 20 عاماً، ومتزوجة ـ ولله الحمد ـ وقد بحثت كثيراً فوجدت من يقول بأن الصيام لا يعاد، ولكن الصلاة تعاد، فكيف تعاد وأنا لا أعرف عدد السنين؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الفعل المذكور يعتبر من العادة السرية المحرمة شرعا والمستقبحة طبعا، كما بينا في أكثر من فتوى، وانظري مثلا الفتوى: 182001. فعليك بالتوبة والاستغفار...
وفيما يخص صلاتك وصيامك: فإن كنت تحققت من خروج المني الموجب للغسل ولم تغتسلي جهلا، ففي وجوب إعادة الصلوات التي صليتها بدون غسل خلاف، بيناه في الفتوى رقم: 125226.
ويسعك تقليد من يرى عدم لزوم القضاء، فإن القول به قول قوي متجه، وإن أردت العمل بالأحوط وقول الجمهور، وهو قضاء الصلوات التي صليتها بعد الاستمناء وقبل الغسل من الجنابة، فإن كيفية القضاء مبينة في الفتوى رقم: 70806.
هذا إن تحققت من خروج المني، أما إن لم تحققي من خروجه، فالأصل صحة صومك وصلاتك، وأما الصيام لو افترض أنك عملت العادة السرية وأنت صائمة، فهو صحيح، إذ لا يفسد الصوم فعل شيء من المفطرات جهلا ـ على الراجح من أقوال أهل العلم ـ كما قال ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في مجموع فتاواه: لا يفطر الصائم إلا بثلاثة شروط: العلم، والذكر، والإرادة.
وهذا القول هو المفتى به عندنا، وانظري الفتويين رقم: 18199، ورقم: 79032.
وعلى ذلك؛ فإن الحل الأسهل في مثل هذه الحالة ـ بعد التوبة والاستغفار والإكثار من النوافل وأعمال الخير ـ هو: الأخذ بقول من يرى عدم لزوم قضاء الصلاة على من ترك شرطا من شروطها أو ركنا من أركانها جهلا، وبقول من يرى أن الصيام لا يفسد بفعل شيء من المفطرات جهلا.
والله أعلم.