السؤال
زوجتي تصر على السفر وحدها لمقابلة إحدى صديقاتها، والمبيت معها في بيت إحدى قريباتها، وذلك يتضمن سفر 700-800 كيلو وحدها، والتنقل في مدن أوروبا وحدها، وهي لا تتقن لغة هذا البلد، وهي محجبة (اشارب)
فأخاف أن تلفت نظر الفضوليين أو العنصريين، كما أنني لا آمن عليها وحدها من ضعاف النفوس.
فعرضت عليها رغم إمكانياتي المتواضعة حالياً أن أحجز وأحضر صديقتها إلى مدينتنا، وأحجز فندقا لها على حسابي؛ لكي يتسنى لها رؤيتها، فرفضت، ثم عرضت عليها أن أسافر أنا والأولاد معها فرفضت؛ لأن التكاليف -على حد قولها ستتضاعف ولا تريد تحميلي عبئا أكبر-ووالدتها تشجعها على تركي والسفر بدوني، كنوع من أنواع الحرية وتفريغ الضغط.
لقد رفضت، ولكنها تتضايق من رفضي، وهذا يخلق لنا توترا ومشاحنات.
فأريد معرفة الشرع في سفر الزوجة وحدها؟ وهل يجوز للزوج الرفض أم يكون ظالما ومتعنتا وأنانيا؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا أن المرأة لا يجوز لها أن تسافر أي سفر طال أم قصر إلا ومعها زوج، أو محرم، فراجع الفتوى رقم: 6219.
وليس من حق الزوج أن يسمح لزوجته بالسفر من غير رفقة محرم، ولا يكون ظالما إن منعها في هذه الحالة، بل هو مأجور على ذلك -بإذن الله- لامتثاله أوامر الشرع. ولا يصح أن يوصف بأنه أناني أو متعنت، بل هو تحمل للمسؤولية، وحرص على مصلحة الزوجة وحمايتها مما يضر بها دينيا وبدنيا.
ومن الخطأ الجسيم أن تتدخل أم زوجتك على وجه سلبي بتحريضها ابنتها على السفر بغير محرم، وبدعوى الحرية الزائفة التي تخالف الشرع. وتفريغ الضغط يمكن أن يتم من غير حاجة لهذا السفر، وإن كان المقصود تخفيف الضغط، أو مجرد الالتقاء بصديقتها هذه، فلماذا لم ترتض زوجتك ما أعطيتها من بدائل مناسبة.
وفي الختام نوصيك بمعالجة الأمر بحكمة، وتجنب كل ما يؤدي إلى الشقاق والنزاع، وأن توسط الفضلاء من أهلك وأهلها إن تطلب الأمر ذلك.
والله أعلم.