السؤال
أنا متزوجة ولدي طفلة عمرها أربعة أشهر، وأسكن في إسبانيا. المهم حالتي مع زوجي ليست جيدة، فهو شكاك كثيرا ويظلمني، وكلامه كالسم ودائما يقول لي لا تعرفين الله. في بعض الأحيان أصبر على قساوته، لكن مرات أرد عليه بالكلمة عشرة؛ لأنني لا أتحمل ظلمه. فهل سأحاسب؟ وهل سيسامحه الله وسيعذبني؟
2) وشيء آخر أنه لا توجد لدينا البركة في أي شيء، سبحان الله. فما السبب؟
3) ارتديت اللباس الشرعي وأمنيتي أن يحبني الله، لكني لا أخشع في صلاتي، وأصافح الرجال؛ لأنني أستحي أن أترك أيديهم معلقة، أشعر أني ضائعة، وكارهة لنفسي، والآن أصبحت لا أصلي الفجر في وقته، ولكن أصليه قبل الشروق؛ لأننا انتقلنا لمنزل جديد ولم أرتح فيه، وأخاف فيه كثيرا، لدرجة أنني لا أنام الليل كله، ولا أستطيع النهوض حتى أرى الصبح. فهل صلاتي جائزة؟
أحس أن البيت فيه عمار، وزوجي يذهب للعمل مبكرا، أكاد أن أجن، وعندما أقرأ القرآن يزداد الوسواس.
فماذا أفعل؟
3) أيضا جاءتني مسيحية، وبدأت تتكلم معي عن الله، وقالت لي إنهم ينقسمون إلى فئتين: الأولى تقول إن عيسى ابن الله، والأخرى تقول إنه نبي الله مثلنا، وهي من الفئة الثانية ولديها الكتاب المقدس، وقالت لي إن شرب قليل من الخمر حلال، المهم ألا يسكر، قالت لي مثل الخل، فإذا استعملت القليل فهو حلال.
وأسئلتي هي:
*كيف أقنعها بأن الخمر محرم نهائيا؟
*وما هو الكتاب المقدس؟ ولماذا لم يذكر فيه الرسول صلى الله عليه، وآله وسلم؟
*أيضا أريد معلومات عن الإنجيل والتوراة؟
*هل الخل فيه مادة مسكرة؟
*كيف أقنعها أن دين الإسلام هو الصحيح؟
أحيانا لا أفتح لها الباب؛ لأنه لا توجد لدي معلومات لأواجهها وأنصر ديني، أنا مغفلة لدرجة أنني أصبحت أشمئز من نفسي،
أنا أرى نساء داعيات -ما شاء الله- أتمنى لو كنت مثلهن، لكن للأسف أنا غبية وليست لدي القدرة لأكون مثلهن.
شيء آخر بعد زواجي بسنة كنت أحس بضيق وخمول كثير، وجاء أبي براق ليرقيني، وحين بدأ بدأت أبكي كثيرا، والراقي بدأ يقول: لماذا تبكيها؟ ولم يجب، وأنا كنت في وعيي، وقال أيضا إذا كنت مسلما ارفع اليد اليمنى؛ فارتفعت ويدي وحدها، وأنا الآن أحس بالخمول والتعب والضيق الشديد.
فهل ذلك بسبب المس؟
أرجوكم أفيدوني في أسرع وقت، وسامحوني على الإطالة.
وجزاكم الله كل الخير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان حال زوجك معك على ما ذكرت من الشك والظلم، والكلام النابئ؛ فهو مسيء في ذلك إساءة عظيمة، والأصل حمل أمر المسلم على السلامة حتى يتبين منه خلاف ذلك، ولا يجوز إساءة الظن به، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}، ويتأكد هذا في حق الزوجين .
والمظلوم يجوز له أن ينتصر من ظالمه بضوابط شرعية معينة، ومنها أن لا يتجاوز الحد في ذلك، والعفو أفضل، وراجعي مزيد تفصيل في الفتوى رقم: 285481.
فقولك: أرد الكلمة بعشر كلمات، فيه مخالفة لبعض هذه الضوابط.
وهو سيحاسب على ظلمه إن لم يتب إلى الله، ويستسمحك في ذلك، وأنت ستحاسبين إن تجاوزت الحد إلا أن تتوبي وتستسمحيه، وراجعي شروط التوبة في الفتوى رقم: 29785.
وعدم وجود البركة لا نستطيع أن نعرف سببه، أو أن نجزم بشيء في ذلك؛ لأن هذا غيب لا يعلمه إلا الله. ولكن قد يكون مجرد ابتلاء وامتحان، أو أثرا من آثار المعاصي، أو لوجود شيء غير عادي من سحر ونحو ذلك. وبالتوبة إلى الله والحرص على طاعته، والبعد عن معصيته تستجلب محبة الله، وترجى بركته.
وإذا كنت تؤدين صلاة الفجر قبل الشروق، فهذا أمر حسن، والصلاة صحيحة ومجزئة، ولكن أحسن من ذلك أداؤها في أول وقتها. قال تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ {البقرة:148}، وفي صحيح مسلم، باب: ( باب استحباب التبكير بالصبح في أول وقتها وهو التغليس ). وأورد تحته حديث عائشة -رضي الله عنها- أن نساء المؤمنات كن يصلين الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يرجعن متلفعات بمروطهن، لا يعرفهن أحد.
وما ذكرت من أمر وجود عمار في البيت، فقد لا يكون كذلك، وتكون مجرد أوهام، وعلى فرض وجودهم، فثقي بالله، وأكثري من تلاوة القرآن والذكر، فالشيطان ضعيف لا يقف أمام ذكر الله عز وجل، قال تعالى: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا {النساء:76}. وراجعي لمزيد الفائدة، الفتوى رقم: 342202.
وبخصوص ما ذكرت في نهاية سؤالك، فيبدو مما ذكرت أنك مصابة بعين أو سحر ونحوهما، فاحرصي على الذكر ولا سيما في الصباح والمساء، وعليك الاستمرار في الرقية الشرعية حتى يذهب الله عنك ذلك وتشفين بإذن الله.
وننبه في الختام إلى ثلاثة أمور:
الأول: أن على الزوجين أن يعاشر كل منهما الآخر بالمعروف، عملا بقوله عز وجل: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة:228}، وانظري الفتوى رقم: 27662، وهي عن الحقوق المتبادلة والمشتركة بين الزوجين.
الأمر الثاني: أن مصافحة المرأة للرجل الأجنبي أو العكس، محرمة، ولا يجوز الإقدام عليها بحجة الخوف من إحراج الناس ونحو ذلك، فقد اعتذر النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة مدت له يدها ليصافحها. فقال لها: إني لا أصافح النساء. وتجدين مزيدا من التفصيل في الفتوى رقم: 1025.
الأمر الثالث: أن الأسئلة المتعلقة بهذه المرأة النصرانية، ينبغي أن تكتبيها في سؤال مستقل، عملا بسياسة الموقع.
والله أعلم.