السؤال
عندي مال، وطلب مني أحد الأصدقاء أن أقرضه مبلغا ليفتح متجر اكسسوارات نسائية، وهو سيبيع النساء. هل أأثم إن أقرضته المال؟ علما أني لن آخذ ربحا منه. أرجو التوضيح بالدليل إن وجد.
وأمر آخر: كل ما أقدم على أمر عمل أو حفظ قرآن أو أشتري مركبة أو أي شيء أفشل وتسد الطرق بوجهي، وأخسر من مالي مع أني لا أقطع صلاة وأزكي مالي، وفي الغالب أتقي الله. هناك بعض الذنوب هل هذا منها؟ أم عين أو حسد؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا إثم عليك في إقراض صاحبك المال لهذا الغرض، فالأصل جواز بيع هذه الأدوات ونحوها مما يمكن استعماله على وجه مباح أو وجه محرم. وراجع الفتوى رقم: وانظر الفتوى رقم: 112270.
وأمّا بخصوص ما تشكو منه من تعسر أمورك وقلة التوفيق فيها، فلا نستطيع الجزم بسببه، لكن على وجه العموم فإنّ العبد إذا شعر بعدم التوفيق في بعض الأمور، فعليه أن يتهمّ نفسه ويراجع حاله مع الله، ويجدد التوبة إلى الله، فإنّه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، فإن الذنوب والمعاصي سبب الشر والبلاء، ففي صحيح مسلم عن أبي ذر عن النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه : ... يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ.
قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- : فَالْمُؤْمِنُ إِذَا أَصَابَهُ فِي الدُّنْيَا بَلَاءٌ، رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ بِاللَّوْمِ، وَدَعَاهُ ذَلِكَ إِلَى الرُّجُوعِ إِلَى اللَّهِ بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ. جامع العلوم والحكم (2/ 53)
قال ابن القيم: ومن عقوبات الذنوب إنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة الا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب. الجواب الكافي - (1 / 49)
فعليك بتجديد التوبة العامة وكثرة الاستغفار، ومع ذلك ينبغي عليك أن تحافظ على الأذكار المسنونة والرقى المشروعة من العين ونحوها. وراجع الفتويين : 2244 ، 10981.
والله أعلم.