السؤال
السلام عليكم
مشكلتي تكمن في أن أبي يتميز بطابع صارم وقاس.لا يحب الضيوف ولا يحسن معاملة الزوار حتى الأصهار منهم. علما بأن تصرفه لا تسمح به شريعتنا السمحاء ولا نرضاه نحن أيضا كأسرة. أحيانا أتتمنى لو مات، لكنني أستغفر الله من تفكيري. أرجوكم خففوا عني من وطأة المشكلة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن حق الوالدين هو أعظم الحقوق بعد حق الله وحق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الإسراء:23-24].وقال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [النساء:36]. وروى الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك. وقال صلى الله عليه وسلم: رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة. رواه مسلم وأحمد عن أبي هريرة. والأحاديث في هذا كثيرة.وإذا كان الإنسان مأموراً بقوله تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً [البقرة:83]. فالوالدان أحق الناس بذلك، فعلى هذا ننصحك أن تكون واسع الصدر في معاملتك مع أبيك، وأن تتحمل جفاءه وشدته، فلطالما تحمل المشاق في تربيتكم جميعاً. ويحرم عليك أن تتمنى له الموت، فإن هذا من أشد العقوق، ولا بأس أن تذكره بالأسلوب الحسن بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على حسن الخلق، والحث على معاملة الزوار والضيوف المعاملة الحسنة، مثل قول صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليدرك بحسن الخلق درجات قائم الليل صائم النهار. رواه الحاكم عن عائشة. وقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله يبغض كل جعظري جواظ رواه البيهقي عن أبي هريرة وإسناده صحيح. والجعظري هو الفظ الغليظ المتكبر، والجواظ الجموع المنوع، وللفائدة نحيل السائل إلى الفتوى رقم: 3459 .
والله أعلم.