السؤال
الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في اللحية.
أنا شاب في 23 من عمري، حاصل على باكالوريا تخصص فيزياء، ودبلوم في المحاسبة، وفي سنتي الثانية من الجامعة تخصص اقتصاد، ملتحي، أحب الله ورسوله، وكذا السير على منهاج النبي صلى الله عليه وسلم.
لدي مشكلة التوظيف، فكما تعلمون في بلدان المغرب العربي لا زالت اللحى مشكلة لدى كثير من الموظفين .
عرضت علي وظيفتان إحداهما عمومية، وأهم المطالب حلق اللحية، فتركتها طاعة لله.
مشكلتي الآن أن أبي الذي يتحمل مصاريفي تعب، وكما ارتفعت احتياجاتي فأنا كسائر الشباب أريد الزواج تحصنا، وهربا مما حرم ربي.
وسؤالي هو: هل أساير تخصصي (المحاسبة) علما أنني الأن في مرحلة التدريب والدراسة (أتدرب في شركة للمحاسبة دون أجر) أم أغير توجهي لعمل أقل منه مكانة (غسل الصحون في مطعم والطهي) أم أدرس تخصصا آخر، علما أني لم أعد أطيق الدراسة؟
أرجو رأيكم بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يوفقك لأرشد أمرك، وأن ييسر لك الخير حيث كان.
وأما ما سألت عنه، فلا نستطيع الجزم بالصواب فيه؛ لأنه يختلف باختلاف الأحوال والظروف والبيئات!
وعلى أية حال، فالذي نراه من حيث المبدأ أن تكمل دراستك الجامعية، وألا تغير تخصصك الذي بدأت فيه، وقطعت منه مرحلة أو مرحلتين. وأن تجتهد في الجمع بين الدراسة، وبين القيام بأي عمل مباح تستعين بدخله على ذلك، وتخفف به النفقات عن أبيك.
واعلم أنه لا سهل إلا ما جعله الله سهلا، وأنه لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، وأن التوفيق والرزق بيده سبحانه، فاستعن به، وتوكل عليه، وأحسن الظن فيه، فإنه سبحانه شكور لطيف بعباده، لا يرد سائلا، ولا يخيب راجيا، ولا يضيع أجر من أحسن عملا. وإنما يبتلي عباده ليميز الخبيث من الطيب، فمن اتقاه وصبر نفسه على طاعته، أتاه الفرج عاجلا أو آجلا، وأبدل بالعسر يسرا، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف: 90] وقال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق: 2: 4].
فالفلاح كل الفلاح في تقوى الله والصبر على طاعته، وبذلك أمر الله تعالى فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران: 200]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئا اتقاء الله عز وجل إلا أعطاك الله خيرا منه. رواه أحمد وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم: من يستعف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله. متفق عليه.
والله أعلم.