السؤال
هل أصلي وأنا خائف من الله سبحانه وتعالى، أم وأنا مطمئن بالله جل وعلا؟
فأنا دائمًا وكل إنسان مؤمن هو بالفعل يخاف الله سبحانه وتعالى، وهذه فطرة المسلمين، فأنا أعرف -والحمد لله- أنه في الصلاة يجب على الإنسان أن يكون خاشع القلب والجسد، وخاضعًا لله جل وعلا، ويصلي عبادة وتعظيمًا لله جل وعلا، وطمعًا في رحمته ومغفرته، وحبًّا لربنا العظيم، ولأن هذا حق الله علينا أن نعبده، ولكني أقصد: هل يجب أن يخوف الإنسان نفسه من ربه أثناء الصلاة؟ فأنا أصلي وأنا خائف من الله تعالى، والخوف هنا يعني الخوف من معصيته؛ ومن ثَم الخوف من عقوبته وعذابه سبحانه وتعالى.
فأنا أصلي وأنا مطمئن القلب بالله ربي جل في علاه، وأحيانًا وأنا أصلي أشعر أن قلبي يبتسم مثلًا عندما أقول: (ربنا ولَك الحمد)، أشعر وأنا أقولها: إنني أحمد الله عز وجل على كل شيء، وأن الحمد والشكر والفضل فقط لله جل وعلا؛ ولذلك أشعر أنني أبتسم، ولكن لا أبتسم فعلًا، وإنما أشعر بذلك فقط؛ لأني أشعر برضا الله سبحانه وتعالى، ولأني دائمًا أدعو الله وأنا أصلي أن يرزقني السكينة، والطمأنينة في قلبي، ويجعلني من خير عباده الصالحين، فهل أنا بهذا أتهاون مع الله سبحانه وتعالى في الصلاة؛ لأني أصلي وأنا مطمئن ومرتاح، مع أني لا أستعجل في صلاتي، وأصلي كل صلواتي والنوافل براحة تامة؟ وأصبحت أجد راحتي في الصلاة؛ لأني دائمًا أصلي وأنا مطمئن بالله ربي جل في علاه، وكل صلاة تأخذ من وقتي ساعة أو أكثر؛ لأني أحترم وأعرف أنني أصلي لله رب العالمين، ومالك الملك، وهذا من آداب الصلاة أن يتأنى الإنسان في صلاته، وأحاول قدر الإمكان أن أكون خاشع القلب والجسد في صلاتي، وأحارب أي أفكار أو أي وساوس يريد أن يشغلني بها الشيطان -لعنة الله عليه-أثناء صلاتي، وهل يجب عليّ أن أخوّف نفسي من الله سبحانه وتعالى أثناء الصلاة؟ فأنا أثناء الصلاة وبعدها أشعر أن ضميري أو قلبي يقول لي: (خوّف نفسك أكثر من الله)، فأنا -والحمد لله- كأي مؤمن أخاف أن أعصي الله، وأخشى عقابه وعذابه، ولا أخاف من الله لأنه مرعب أو مخيف، -أستغفر الله-. وهل الشعور بالطمأنينة، والسكينة، والراحة أثناء الصلاة، هي هدايا من الله لي؟
وأحيانًا أشعر بآلام على جبيني مكان السجود، وفِي أنفي أيضًا؛ لأني دائمًا أسجد لله وأدعوه كثيرًا، ومن طول السجود والدعاء أشعر أن جبيني وأنفي يؤلمانني، ولكنها ليست آلامًا شديدة، فأفيدوني وساعدوني -يرحمكم الله-.