السؤال
هل إذا قرأت عشر أو مائة أو ألف آية وقت الفجر دون صلاة يحسب لي أجر غير الغافل، أو القانت، أو المقنطر؟
وأسأل في هذا الوقت عن كيفية قيام سيدنا داود، وهل كان ينام السدس من الثلث الأخير من الليل؟
هل إذا قرأت عشر أو مائة أو ألف آية وقت الفجر دون صلاة يحسب لي أجر غير الغافل، أو القانت، أو المقنطر؟
وأسأل في هذا الوقت عن كيفية قيام سيدنا داود، وهل كان ينام السدس من الثلث الأخير من الليل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد جاء في سنن أبي داود, وغيره عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين. وصححه الشيخ الألباني.
وقد اختلف العلماء هل هذا الأجر يحصل لمن قرأ هذا القدر - ولو في غير صلاة - أم لا بدَّ من القيام به في الصلاة لحصول الأجر الموعود، وتفصيل القول تجده في الفتوى رقم: 134878.
وبخصوص قيام داود عليه الصلاة والسلام, فإنه كان ينام السدس الأخير من الليل إضافة إلى النصف الأول, ويقوم الثلث, ففي الصحيحين, واللفظ لمسلم: وأحب الصلاة إلى الله، صلاة داود عليه السلام، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه. انتهى.
قال القسطلاني في إرشاد الساري: (وكان) داود عليه الصلاة والسلام، (ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه) في الوقت الذي ينادي فيه الرب تعالى: هل من سائل؟ هل من مستغفر؟ (وينام سدسه) ليستريح من نصب القيام في بقية الليل. وإنما كان هذا أحب إلى الله تعالى؛ لأنه أخذ بالرفق على النفوس التي يخشى منها السآمة التي هي سبب إلى ترك العبادة، والله تعالى يحب أن يوالي فضله، ويديم إحسانه، قاله الكرماني. وإنما كان ذلك أرفق؛ لأن النوم بعد القيام يريح البدن، ويذهب ضرر السهر، وذبول الجسم، بخلاف السهر إلى الصباح، وفيه من المصلحة أيضًا استقبال صلاة الصبح وأذكار النهار بنشاط وإقبال، ولأنه أقرب إلى عدم الرياء؛ لأن من نام السدس الأخير أصبح ظاهر اللون، سليم القوى، فهو أقرب إلى أن يخفى عمله الماضي على من يراه، أشار إليه ابن دقيق العيد. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني