السؤال
أنا في بلد أغلب نسائه متبرجات، وأنا أحرص على غض البصر، ولكني مع غضي للبصر أرى شيئًا من المرأة كرجلها من الخلف؛ لأني أنظر إلى الأرض، فهل معنى غض البصر عدم رؤية شيء من النساء؟
أنا في بلد أغلب نسائه متبرجات، وأنا أحرص على غض البصر، ولكني مع غضي للبصر أرى شيئًا من المرأة كرجلها من الخلف؛ لأني أنظر إلى الأرض، فهل معنى غض البصر عدم رؤية شيء من النساء؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
لقد جاءت الشريعة الإسلامية بتحريم النظر إلى النساء الأجنبيات؛ وذلك صيانة للنفوس، وحفاظًا على الأعراض، وسدًّا للذرائع المفضية إلى الفساد، قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور: 30-31].
وعَنْ بُرَيْدَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: يَا عَلِيُّ، لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى، وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ. رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، والدارمي، وحسنه الألباني.
ولم يعف الشرع إلا عن نظرة الفجأة، وهي المقصودة: بقوله: فإن لك الأولى.
وعن جرير -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة، فقال: اصرف بصرك. رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي.
وعليه؛ فإذا احتاج الإنسان إلى السوق، أو المستشفى، أو أي مكان فيه نسوة، فله ذلك، مع غض بصره، وصرفه ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، ومتى وقع بصره على ما لا يجوز النظر إليه من المرأة، بما في ذلك الموضع الذي ورد في السؤال، فليصرف بصره طاقته، ولا يكلفه الله ما لا يطيق، إذا كان حضوره في ذلك المكان مما تدعو الحاجة إليه.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني