الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تصميم وبيع القوالب الإلكترونية التي قد تستخدم في الحرام

السؤال

أعمل في تصميم المواقع، ومن كثرة الشبهات التي تصاحب العمل مع العملاء، قررت أن أصمم قوالب عامة، تستخدم في الحلال كما تستخدم في الحرام، وتباع عالميًا.
قمت بتصميم قوالب لعرض فريق العمل للشركات بأشكال مختلفة، وبصورهم. وبالفعل يباع الآن القالب عالميًا، ولكن شيخي الفاضل هناك شركات كثيرة في واقعنا المعاصر يوجد بها نساء للعمل بها، ولا تتحرج هذه الشركات ولا تتحرج النساء من وضع صورهن ضمن فريق العمل متبرجات، وما أكثر المواقع التي تقوم بعرض فريق العمل الذي يحتوي صور نساء متبرجات.
أنا لا أعرف لمن يباع هذا القالب؟ وكيف سيستخدمه؟ ومن يشتري القالب هو المسؤول عن عرض فريق العمل بالشكل الذي يريده.
هل هذه الحالة تشبه حالة بيع السلاح في زمن الفتنة؛ لكثرة الفتنة في زماننا، ولقلة هؤلاء الذين يتقون الله؟
يوجد بالفعل عشرات القوالب لعرض فريق العمل، وإذا قمت بحذف القالب الخاص بي، فهناك العشرات التي سيقبل عليها الناس ويستخدمونها في عرض فريق عملهم. هل عليّ إثم؟ وإذا كان علي إثم. فهل مالي حرام؟ وإذا لم يكن عليّ إثم. فهل إذا جاء أحدهم بعد شراء القالب وطلب مساعدة ما متعلقة ببعض المشاكل المتعلقة بالتصميم، واكتشفت أنه توجد نساء متبرجات من ضمن فريق العمل، وكانت المشاكل بعيدة عن الصور، بل مشاكل أخري متعلقة بحجم الكلام والألوان، وأشياء غير متناسقة. فهل أساعده أم يكون عليّ إثم؟
أرجوكم أفيدوني؛ فقد بات صعبًا تحري الحلال في هذا الزمن. نسأل الله العافية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يكفيك بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه.

وأما ما سألت عنه، فلا نرى حرجا عليك في عمل هذه القوالب العامة، فإن وضع فيها أحد صورا للنساء المتبرجات، كان الإثم عليه هو، لا عليك.

وكذلك لا نرى عليك حرجا في إصلاح الأخطاء البعيدة عن صور النساء المتبرجات، كحجم الخط والألوان ونحو ذلك. فإن عملك هذا مباح في ذاته، وأما ما يمكن أن يترتب عليه من خطأ، فهو من فعل غيرك، لا من فعلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني