السؤال
أنا طالب علم جزائري، لكن ولدت في إسبانيا. بعد تخرجي من الدراسة الثانوية في إسبانيا كنت أريد أن أدرس الدرسات الإسلامية في الجامعة، لكن رفض الوالدين بغير سبب شرعي. فدخلت إحدى الجامعات في إسبانيا، وفي العام الثاني تركت الجامعة لسببين.
الأول: المحرمات التي توجد في هذا المكان. الثاني: في تلك الفترة زدت الهمة في طلب العلم، والآن أقبلت على العلم، وعلى الحفظ، وحبب إليَّ العلم حبا شديدا، وتأثرت كثيرا بحفاظ الحديث، وما أريد أن أكون إلا عالما حافظا في يوم من الأيام. إلى الآن الوالدان يأمراني بإكمال الدراسة، يعني أن أرجع إلى إسبانيا معهم، وأكمل الدراسة. المسالة التي أشكلت عليَّ هي أن الوالد قد دفع تكاليف الجامعة، طبعا هو دفع فقط السنتين التي درست فيهما، وليس كل سني الدراسة، وظننت أن ترك الدراسة قد يسبب شيئا من الضرر له؛ لأني ما حصلت على شهادة، لكني سألت أبي لماذا تأمرني بإكمال الدراسة؟ فقال لي: لكي يكون عندك شهادة تعمل بها في المستقبل، وسألته عن التكاليف، فقال لي: ليس لأجل التكاليف، وأيضا هو غني، وعنده المال، وقد لا يضره حقيقة هذا، لكن لا شك أن هذا نوعا من خسارة المال.
والسؤال: هل يجب طاعتهما في إكمال الدراسة لو وجدت طريقة سليمة من الاختلاط؟ كالتعليم عن بُعد مثلا، أو أن أرجع إلى إسبانيا، وأحضر أيام الامتحانات فقط. مع العلم أنا لا أرغب في هذا التخصص؟ وإن لم يتيسر هذا، وكانت الجامعة التي سوف أدرس فيها عن بُعد يشترطون أن أبدأ الدراسة من أولها. فهل تجب طاعتهما في هذه الحال؟ وهل لو عملت لكي أحضر المبلغ التي دفعه أبي حتى أعطيه إياه، هل هذا يغني عن إكمال الدراسة؟