السؤال
ما حكم تأسيس موقع إلكتروني، يكون بمثابة موسوعة لثقافة بلد عربي معين (به مقالات عن عادات هذا البلد وفنونه، وأزيائه، وعمارته ومطبخه، ومعالمه السياحية، وكل ما يتعلق بثقافته) مع عدم نشر صور لنساء متبرجات، لكن بعض العادات قد تكون مخالفة للشرع، وكذلك بعض الفنون الشعبية تتضمن موسيقى، وبعض المعالم السياحية قد تكون من آثار المعذبين، أو بها تماثيل.
فهل تجوز الكتابة عن هذه الأشياء، رغم أن ذلك من باب العلم بها فقط، لا بنية تعظيمها، أو الرضى بها؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان ما سينشر في الموقع، هو مجرد الكتابة عن تلك العادات، أو الإخبار بتلك الأمور، فهذا ليس محرما في ذاته، وإن اشتملت تلك العادات على تجاوزات ومخالفات شرعية. وما زال العلماء ينقلون أحوال أهل الأقطار، ويخبرون بعقائد أصحاب الملل دون نكير، فما لم يصحب ذلك موسيقى مسموعة، أو مخالفة شرعية مرئية، أو إقرار للمنكر، أو رضا به واستحسان له، أو تزيين له ودعوة إليه -ما لم يصحبه شيء من ذلك- فلا حرج في مجرد الكتابة عنه.
والأولى التنبيه على أن ما كان من تلك العادات مخالفا للشرع، يجب التخلي عنه، وعدم الاعتزاز به، باعتباره موروثا تراثيا.
والله أعلم.