السؤال
هل كل الحيوانات خلقت قبل البشر، أم يمكن أن الله تعالى خلق بعض هذه الحيوانات بعد البشر؟
إذا كان ذلك ممكنا. فلماذا لا نرى كيفية الخلق؟
لو سمحتم ردوا علينا بالتفصيل، بارك الله فيكم.
هل كل الحيوانات خلقت قبل البشر، أم يمكن أن الله تعالى خلق بعض هذه الحيوانات بعد البشر؟
إذا كان ذلك ممكنا. فلماذا لا نرى كيفية الخلق؟
لو سمحتم ردوا علينا بالتفصيل، بارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فظاهر السنة النبوية، يفيد بأن الله تعالى خلق الحيوانات قبل الإنسان، كما ثبت في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أنه قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَقَالَ: خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فِي آخِرِ الْخَلْقِ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ، فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ.
وسبق أن بينَّا حكمة خلق الحيوانات قبل الإنسان، في الفتوى رقم: 74470.
ولم نجد -بعد البحث- ما يدل على أن الله تعالى أنشأ بعد خلق الإنسان خلقًا آخر لم يكن موجودًا من قبل، وأن غاية ما يفعله علماء الحيوان اليوم هو أنهم يكتشفون أنواعًا من الحيوانات لم يكونوا يعرفونها من قبل. ومع هذا، فلا يوجد ما يمنع من إنشاء الله تعالى لمخلوقات جديدة؛ فإن الله تعالى فعَّال لما يريد، لكننا لم نطلع على شيء من ذلك، وحينئذٍ يسعنا الإمساك عن الخوض في هذه المسألة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وَقَدْ حَرَّمَ سُبْحَانَهُ الْكَلَامَ بِلَا عِلْمٍ مُطْلَقًا، وَخَصَّ الْقَوْلَ عَلَيْهِ بِلَا عِلْمٍ بِالنَّهْيِ، فَقَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}، وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني