السؤال
كنت أدرس بالجامعة، وتعلق قلبي بفتاة كانت هي من بدأت معي بالتعلق، وكنا سويا والحمد لله على خلق ودين، ويرضى كل منا من الآخر خلقه ودينه، لكني لعدم كفاءتي المادية، لم أرغب في أن أخبرها بالأمر، حتى إن تقدم لها من هو كفؤ تتوكل على الله وتخطب، ولا تتعطل أمامي كثيرا. تقدم لها شاب هو شاب عادي، لكنه محترم وعلى خلق، وكفؤ ماديا. لمحت لي صديقتها بذلك، حتى أبدي رغبتي، فتجاهلت. فما كان منها إلا أن خطبت، فحزنت أشد الحزن، وكلمتني صديقتها بعد الخطبة بأني كنت أرغب بها؛ فأقررت بذلك. فحزنتا حزنا شديدا لما تريان مني، والحمد لله أني الأنسب، وقالت لي: لو أخبرتنا لكانت انتظرتك ولو ل 5 سنوات، وكانت ستمهد لك الطريق وتخبر أهلها. أبوها ملتزم، كان سيقبلك وييسر عليك الأمور؛ لما يرى منك من الخلق والصلاح.
كلامها هذا، وكلام صاحبتها، أثر في كثيرا، وجعلني أفكر فيه ليل نهار، وجعلني أحزن أكثر وأكثر، وأعيد وأدقق النظر في الموضوع.
نأتي إلى الأسئلة:
هي غالبا اندمجت مع خطيبها، وأحبها وأحبته، لكني لا أستطيع الانقطاع عن التفكير عنها ليل نهار، وأرى أنها الأفضل والأنسب لي في حياتي، مع يقيني بقضاء الله وقدره، لكن يغلب على فكري ذلك.
وربما بعد أيام قليلة يتيسر أمري، ويغدق الله علي بنعمه، وأصبح كفؤا ماديا للزواج. ولا أريد أن أظلم خطيبها الذي يحبها في نفس الوقت، وهي بدأت تتأقلم معه، ولكني أريدها. ولو أخبرتها عن يقين أني أريد أن أتقدم، ربما أفسد عليها قلبها وسعادتها بخطبتها، وتترك خطيبها وتختارني، وربما أيضا تختار أن تستمر مع خطيبها، وحينها سيكون ذلك أشد علي.
فإن تيسر أمري هل لي أن أراسلها، وأخيرها بيني وبين خطيبها، أم سيكون علي في ذلك إثم؟ أم أدعو، ولربما تجد في الأمور أمور، وتفسخ خطبتها لأي سبب كان؟ أم ألمح لها فقط أن أموري تيسرت، وأستطيع خطبتها، وكل لبيب بالإشارة يفهم؛ فتفهم مقصدي، وبذلك لا أكون خيرتها، وفي نفس الوقت فعلت ما أريد.
ولو لم أستطع التحكم بنفسي وبلغتها بالأمر؛ لأني أحارب مع نفسي كثيرا، وفسخت خطبتها وتزوجت بها.
فهل سيكون الزواج محرما، أم كيف أكفر عن هذا الذنب؟
جزاكم الله خيرا، وأعتذر عن الإطالة.