السؤال
الوالد –أطال الله في عمره- كبير في السن، في أواخر السبعينيات، وأصيب بمرض السرطان -عافانا الله وإياكم-، واقترحت عليه العلاج في المستشفى، وهو رافض تمامًا هذه الفكرة، ويقول: لا أريد الذهاب، أريد أن أجلس في بيتي إلى أن أتوفى.
وبعد فترة قرر أن يذهب إلى المستشفى، ويقول: إنني أجبرته بسبب إقناعي الدائم له بالذهاب للمستشفى، علمًا أنني لم أجبره، بل حاولت أن أقنعه بالفكرة، وقال: إنني لو توفيت في المستشفى، فهذا بسبب إجبارك لي، وأنا لا أريد أن أتعالج في المستشفى، فهل هذا يعتبر عقوقًا لو ذهب من أجلي، وبسبب إقناعي له فقط، أم الأفضل ألا يذهب؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف العلماء في حكم التداوي، والذي نرجحه ونفتي به أنه يجوز تركه؛ إلا إذا كان المرض يخشى أن يؤدي للهلاك، وكان الدواء محقق النفع ـ بإذن الله ـ، فيجب حينئذ التداوي، وانظر الفتوى رقم: 62685.
ومحاولتك إقناع أبيك بالعلاج في المستشفى، لا بأس بها، إن غلب على ظنك أن ذهابه للمستشفى أنفع له، وكان أسلوب الإقناع طيبًا، ليس فيه نوع من الأذى له.
ولا يعتبر ذلك عقوقًا، ولا حرج عليك - إن شاء الله - إن ذهب لمجرد إرضائك، ومات هنالك، خلافًا لما كان يرجوه من الوفاة في بيته.
ونوصي بعدم اليأس من الشفاء، والإكثار من الدعاء، واستشارة الخبراء في هذا الجانب.
والله أعلم.