السؤال
لقد أرسلت إليكم سؤالا، ولم تردوا عليَّ، وسوف أرسل السؤال مرة ثانية، وإن شاء الله ستردون. السؤال كالتالي: لقد كنت عاصيا، وضائعا في ظلامات الضلال، حتى هداني الله في يوم من الأيام. فالتزمت ولله الحمد، ثم بعد الالتزام بمدة ليست بالقليلة، التحقت بحلقات تحفيظ القرآن؛ فحفظت من القرآن والمتون ما شاء الله. فكنت الأول في المسجد بالحفظ، ومع الأيام حسدني الكثير من الشباب؛ فلم أبالي بهم، ثم ظهر مرض في قلبي، وهو حب الظهور والشهرة والكبر، وكنت أرى أن عوام المسلمين جهال، حياتهم مجرد أكل وشرب، ولا يستحقون الحياة. وكنت معجبا بنفسي، لدرجة أنني لا أذهب مع عوام المسلمين، وكنت أحتقرهم، ولا أحسب لهم حسابا. وفي يوم من الأيام لم أستطع أن أحفظ محفوظي اليومي، فأجلته إلى يوم ثان، واليوم الثاني نفس الشيء، ومع الأيام تركت حلقات تحفيظ القرآن؛ فنسيت القرآن، ونسيت المتون، وأصبحت مثل عوام الناس جاهلا. واحتقرت نفسي، لدرجة أنني أصبحت لا أنظف نفسي كثيرا، وكلما أردت أن أفعل شيئا لوجه الله أحتقر نفسي، وأقول في نفسي إنني حقير، ولا قيمة لي، وكرهت نفسي لدرجة أنني أريد الانتحار. ما السبب؟ وكيف أرجع كما كنت؟ وكلما أردت فعل خير تذكرت أنني حقير، ولن ينظر إليَّ أحد، فتركت العمل رغبة في الشهرة، واحتقرت نفسي. ما الحل؟ وكيف أرجع سعيدا كما كنت؟ وهل الدفاع عن الدين واجب العلماء فقط؟ وكيف أجعل جميع أعمالي لله؟ أرجوكم أريد دواء نهائيا لألمي.