السؤال
ورد في القرآن الكريم في آيات مختلفة ازدواج في ألفاظ مثل المؤمنون والمؤمنات والمنافقون والمنافقات والمسلمون والمسلمات، ما عدا لفظ الكافرين فإنه جاء بهذه الصورة فقط ولم يرد لفظ الكافرات، فما هو السر في ذلك، أرجو الرد بسرعة؟
ورد في القرآن الكريم في آيات مختلفة ازدواج في ألفاظ مثل المؤمنون والمؤمنات والمنافقون والمنافقات والمسلمون والمسلمات، ما عدا لفظ الكافرين فإنه جاء بهذه الصورة فقط ولم يرد لفظ الكافرات، فما هو السر في ذلك، أرجو الرد بسرعة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد ذكر علماء الأصول واللغة أن اللفظ إذا جاء بصيغة جماعة الذكور يدخل فيه الإناث، إن لم تدل القرينة على عدم ذلك تغليباً للمذكر على المؤنث، وهذا هو الأغلب في أسلوب القرآن. فقد ذكر المتقين والمفلحين والمهتدين والمجاهدين والضالين والفاسقين والمجرمين والكافرين، ولم يذكر الإناث لدخول الإناث في عموم اللفظ. وأما ذكر المنافقات فقد ذكر ابن عاشور في التحرير والتنوير أن الحكمة منه التنصيص على تسوية الأحكام لجميع المتصفين بالنفاق ذكورهم وإناثهم، وكيلا يخطر بالبال أن العفو المذكور في الآية السابقة يصادف نساءهم والمؤاخذة خاصة بذكرانهم، ليعلم الناس أن لنساء المنافقين حظا من مشاركة رجالهن في النفاق فيحذروهن. وأما ذكر المؤمنات مع المؤمنين في السورة فإن الأسلوب فيه مقابلة بين المؤمنين والمنافقين في الصفات وفي الجزاء، وفيه الإشارة إلى مخالفة نساء المؤمنين للمنافقات، والشهادة لهن بمشاركة رجالهم في الإيمان. وأما ذكر الصفات العشر المزدوجة في سورة الأحزاب، فإن سببه ما رواه الإمام أحمد وغيره وصححه الأرناؤوط عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله: ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال، قالت: فلم يرعني منه يوماً إلا ونداؤه على المنبر يا أيها الناس.... فسمعته يقول إن الله عز وجل يقول: إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات إلى آخر الآية. وفي روايات أخرى رواها الطبري والنسائي: أنها قالت: فأنزل الله تعالى: إن المسلمين والمسلمات. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني