السؤال
أنا طالبة كنت أدرس في جامعة أم القرى، ولظروف معينة سافرت إلى بلدي، ولم أكمل دراستي؛ لأن البلد بلد بدعة، ولأن المجتمع مختلط، حتى وإن كان المجتمع إسلاميًّا، والآن بعد سنتين تيسر لي -ولله الحمد- الرجوع إلى مكة، وإكمال دراستي، ولكن تواجهني مشكلة، وهي سفري دون محرم، وأبي هناك، فهل يجوز لي أن أسافر لإكمال دراستي، والخروج من هذه البلدة المبتدعة؟ وقرأت في بعض الفتاوى أنه يجوز للمرأة في سفر الطاعة السفر دون محرم، فهل سفري لإكمال دراستي، سفر طاعة؟ أجيبوني -بارك الله فيكم- فأنا في حيرة، وقلق من أمري.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فقد دل الشرع على منع سفر المرأة دون محرم، في مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: وَلَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ، إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ. فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِنَّ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً, وَإِنِّي اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا, قَالَ: «انْطَلِقْ, فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ, وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ، فهذا الرجل كان في أهبة الخروج لطاعة عظيمة، وهي الجهاد تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت امرأته تريد الخروج للحج، والغالب أنها في رفقة مأمونة، ومع ذلك أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج معها.
ثم إن الذي يظهر لنا من مستواك التعليمي أنك تجاوزت مرحلة طلب العلم الواجب.
وإذا وجد شيء من العلم يتعين عليك طلبه، فيمكنك أن تطلبيه في بلدك؛ إذ لا يخلو بلد من بلاد المسلمين من أهل العلم الناشرين له مع سلامة المعتقد، كما أن طلب العلم ميسر أيضًا بما هو موجود في الشبكة العنكبوتية من الدروس، والمحاضرات، وشرح المتون العلمية على اختلاف فنونها.
وعليه؛ فلا يجوز لك أن تسافري لأجل طلب العلم دون محرم، وانظري الفتوى: 382864.
والله تعالى أعلم.