السؤال
أصبحنا نرى ونسمع نساء محجبات يغنين على الشاشات. هل يجوز إطلاق لقب مفسدة على هذه المرأة؟ وهل يكون من الأفضل أن تخلع الحجاب من أجل أن لا تساعد على نشر الفتنة؟
وجزاكم الله الخير.
أصبحنا نرى ونسمع نساء محجبات يغنين على الشاشات. هل يجوز إطلاق لقب مفسدة على هذه المرأة؟ وهل يكون من الأفضل أن تخلع الحجاب من أجل أن لا تساعد على نشر الفتنة؟
وجزاكم الله الخير.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في حرمة غناء المرأة على الهيئة المعروفة اليوم! فإن الله نهى أمهات المؤمنين - وهنَّ من هنَّ - عن مجرد الخضوع بالقول، فقال تعالى: يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا {الأحزاب:32} فكيف بمن تغني؟! كما أن الشريعة منعت المرأة من الأذان ورفع الصوت بقراءة القرآن في حضور الرجال، فكيف بالغناء؟! وراجع الفتوى رقم: 5282.
وإذا تقرر حرمة هذا الفعل، فوصفه بالفساد، وفاعلته بالمفسدة: وصف موافق للواقع؛ شأنه في ذلك شأن كل المجاهرين بالمعاصي، وقد قال تعالى: وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا {الأعراف:56}. قال السعدي: { وَلا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ } بعمل المعاصي { بَعْدَ إِصْلاحِهَا } بالطاعات، فإن المعاصي تفسد الأخلاق والأعمال والأرزاق، كما قال تعالى: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ } كما أن الطاعات تصلح بها الأخلاق، والأعمال، والأرزاق، وأحوال الدنيا والآخرة اهـ. وراجع للفائدة الفتوى: 262606.
وأما حجاب المرأة المغنية، فإنه وإن كان فتنة من جهة، إلا أن خلعه أيضا فتنة! فلا نستطيع نهيها عنه أو ذمها على فعله؛ فإن المحرم إنما هو الغناء لا الحجاب، وأما الحجاب فإنه صواب في نفسه، موافق لحكم الله تعالى.
ولكننا في الوقت نفسه نقول لمن تغني وهي محجبة: اتقي الله، ولا تسيئي للحجاب من حيث تدرين أو لا تدرين. واحذري أن تكوني سببا لصد الناس عن الحجاب، أو لاحتقارهم وامتهانهم له، فيكون لك نصيب من قول الله تعالى: وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النحل:94}.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني