السؤال
عندي ولد عم وولد خالة في نفس الوقت، نحن دائما نتخاصم بسبب لسانه، ومكثنا نحو نصف سنة لا نكلم بعضا، حتى تسامحت معه قبل سنة تقريبا، وجئته خوفا من قطيعه الرحم. ولكن -صراحة- لسانه إلى الآن طويل، واكتشفت أنه يقول كل هذه الكلمات، ولكن بدون حِسٍّ، وأنا من داخلي تؤلمني، وإن كان لا يَظْهَرُ عليَّ، لكن أُحِسُّ أنه جاء الوقت لكي أوقف هذه المسخرة، ما عدت أقدر أتحمل، لكن المشكلة أني ما أعرف كيف. لا أوَدُّ أن أرد عليه بالمثل. يعني إذا سبَّني أسُبُّه؛ لأني ما أقدر أفعل ذلك. أو أكلمه وأتخلص من الغضب الذي بداخلي، لأن هذا من شأنه أن يعيدنا إلى القطيعة، أو أكلمه، وأقول له: إن لسانه طويل، أو أرسل له رساله.... ما أعرف؛ حتى صرت -والله- أبغضه في قلبي بغضًا لا يعلمه إلا الله، لكني أكلمه، وأتصنع أني ما أحمل شيئا عليه في قلبي، لأنه ابن عمي وخالتي.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على رحمك وصلتها، وخشيتك من قطيعتها، ونسأل الله تعالى لقريبك هذا التوبة والهداية والرشد.
ونوصيك بالدعاء له بالصلاح، والعمل على مناصحته بالحكمة والموعظة الحسنة، وتنبيهه إلى أهمية حفظ اللسان، وخطورة إطلاقه بلا ضابط، وأنه قد يكون سببا لهلاك صاحبه. ويمكنك أن تستفيد من النصوص التي تضمنتها الفتوى: 328021، والفتوى: 65531.
فإن انتفع بالنصح، وانتهى عن سوء الفعال هذه، فالحمد لله، وإلا فيمكنك هجره للمصلحة الشرعية؛ سواء تعلقت هذه المصلحة به أو بك أنت. وراجع الفتوى: 21837.
وبخصوص صلة الرحم المؤذي، فإنها تكون بالقدر الذي لا يتحقق منه الأذى، كما سبق بيانه في الفتوى: 348340.
وننبه إلى أن بغض العاصي بسبب معصيته قربة من القربات. روى الطبراني وغيره عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله -عز وجل-.
والله أعلم.