السؤال
متى تعود الأمة الإسلامية إلى قوتها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا كان هذا السؤال صغيراً في حجمه ومبناه فإنه كبير في مضمونه ومعناه. وإجابته باختصار تكمن في كلمة واحدة: "إذا رجعت إلى دينها"، والرجوع إلى دين الله تعالى بمعناه الشامل يتطلب منا بسطا لا يتسع المقام له. ولكننا نقول باختصار: إن الوضع المزري الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم من تفرق وتمزق وهوان وذل... مع كثرة عددها وخيراتها ومقدارتها.. هو الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر به قبل ما يزيد على أربعة عشر قرناً من الزمن، ورسم له العلاج الوحيد الذي تعود به الأمة إلى قديم عهدها وسابق مجدها، ألا وهو الرجوع إلى الله تعالى، فما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي، فهو الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حيث يقول: يوشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ فقال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعنّ الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفنّ الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت. رواه أبو داود. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم. رواه أبو داود. إذن فالرجوع إلى دين الله تعالى بمعناه الصحيح من تغيير ما بالنفوس، و إعداد القوة المعنوية والمادية، هو الذي يضمن لهذه الأمة كرامتها ويعيد لها مجدها، وهو الذي به نجاتها في الدنيا والآخرة، وإلا فمزيد من الارتكاس في الذل والهوان والتبعية والجهل والفقر والمرض، عقوبة من الله تعالى على هذا التفريط المزري، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 18945، والفتوى رقم: 18046، والفتوى رقم: 32754. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني