السؤال
أنا امرأة مطلقة، وأمّ لأربعة أطفال، وليس لي عائلة هنا في فرنسا، وأنا مضطرة للخروج عدة مرات في اليوم؛ للقيام بواجباتي، والله يعلم أني مكرهة، وأجاهد نفسي على الستر، وقد التحقت بتعليم القيادة -بفضل الله-، ووجدت امرأة معلمة، وبعد ساعات من التعليم معها، طلبت مني أن أسوق ساعة أو أكثر مع معلّم آخر، فأغلب النساء المدربات تنقصهنّ الكفاءة، ولا يؤدين عملهنّ بشكل دقيق، حيث إن أغلب اللواتي تدربن على يد النساء لا ينجحن؛ بسبب طريقة تدريبهنّ الضعيفة، فهل يجوز أن أسوق مع أجنبي؟ علمًا أنه سيكون معنا تلميذ، أو تلميذة أثناء هذا الوقت.
وأريد منكم نصيحة: كيف أثبت على دِيني، وأصبر على تربية أولادي على الصلاح؟ وماذا أفعل لأهاجر إلى بلد مسلم؟ ربما لهذا السبب رفضت أغلب من يتقدمون لي للزواج؛ لأني لم أجد فيهم ما أسعى إليه من رجاء رضى الله، وهل ما فعلته صحيح أم لا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي نراه أنّه لا يجوز أن يتولى رجل أجنبي تعليمك قيادة السيارة، ولو كان معك تلميذ، أو تلميذة، إلا إذا كانا مميزين، تنتفي الخلوة بوجود أحدهما، وراجعي الفتوى: 108139.
ونصيحتنا لك في كيفية الثبات على الدين، والصبر على التربية الصالحة للأولاد؛ أن تستعيني بالله تعالى، وتعتصمي به، وتعتني بالقرآن الكريم، عملًا، وتدبرًا، وتلاوةً، وتحرصي على تعلم العلم النافع، واختيار الرفقة الصالحة التي تعينك على طاعة الله، وكثرة الذكر، والدعاء.
وبخصوص ردك للخطاب، فلا حرج فيه، لكن إذا تقدم إليك من ترضين دينه، وخلقه، فاقبلي به، لعله يكون عوًنا لك على الخير، مع التنبيه إلى أنّ الحكم على الخاطب ينبغي أن ينظر فيه إلى مجموع صفاته، وأخلاقه، فربما كان مقصّرًا في بعض الأمور، لكنه في الجملة صاحب دِين، وخُلُق، فالعبرة بمجموع الصفات، والأخلاق، والسلوك، والكمال عزيز.
والله أعلم.