السؤال
أصابني من الهمّ ما أصابني، وأنا على هذه الحال منذ أربع سنوات، وإيماني بالله تعالى، وصدق الدعوة المحمدية، إيمان يقيني، ورغم محاولاتي العديدة لدفع الهمّ عني بالصلاة، والدعاء، والاستغفار، ونحو ذلك، حتى حافظت على ورد إحدى عشرة ركعة بألف آية؛ ولم يدفع عني ذلك البلاء والهمّ، بل قد اشتد، وجعلت أستغفر في اليوم، وأسبّح، وأحمد الله في اليوم ألف مرة، ولم أفلح في دفعه عني، وصرت أصلي على رسول الله ألف صلاة، وجعلت جُلَّ دعائي صلاة عليه؛ استنادًا إلى حديث أبيّ بن كعب، ومازال الهمُّ لي ملازمًا؛ حتى صرت أشكّ في رحمة الله، فأقول: لعلها صفة خاصة بيوم القيامة، والحال أنها صفة ثابتة لازمة لله تعالى؛ وصرت في لحظات اليأس الشديد، أسخط على الله، وأقول ما لا يصح قوله كقولي: "لو علمت إلهًا غيرك يجيب سؤلي لدعوته، ولكنك الله لا إله إلا أنت، فمن لي سواك!؟"؟ أو أقول: "أولست الرحمن الرحيم!؟ أولست أرحم من الأم بولدها!؟ فلماذا لا ترحمني!؟"، ونحو ذلك، كما أذكر قوله صلى الله عليه وسلم: يبتلى الرجل على حسب دينه.. أوليس فيما أوصلني البلاء من سوء الأدب مع الله كافيًا أن يخفف الله عني البلاء؟ وأحيانًا صار ينتابني الشك: هل أنا من جماعة المسلمين، أم من المنافقين؟ كما أصبحت أحسّ في الآونة الأخيرة أن الله لا يريد بي خيرًا، ولا يريدني أن أذكره، وصرت في بعض الأحيان إذا تلوت القرآن ساعة من الزمن، يصيبني القلق والضجر، وأذكر قوله: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا"، فأرى نفسي في النار، وأجهش بالبكاء، فماذا أفعل؟ بارك الله فيكم.