السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، أدرس في بلد عربي آخر. في يوم من الأيام وجدت رسالة من الفيس بوك، فإذا بشخص يقول لي إنه يدرس في روسيا، ويمكنه مساعدتي إذا أردت الذهاب. أجبته أنني أدرس في مكان آخر ولا أريد الانتقال، ثم بعد ذلك أصبح يرسل رسائل محترمة يسأل عن طبيعة دراستي، وغيرها من الأمور المرتبطة بالتعليم، تارة كنت أجيب، وتارة لا أجيب. وعندما كنت أكتب شيئا على صفحتي كان يعلق. باختصار العلاقة كانت علاقة احترام، ودراسة فقط لا غير. إلا أنه في يوم من الأيام أخبرني أنه يجدني لائقة به كزوجة، رغم أنه لم يرني، قال هذا؛ لأن مجموعة من الأشياء نتشاطرها. قال لي: إذا كان يمكن أن نتعرف أكثر لكن بحدود، فعلا هذا ما كان. كان كل حوارنا بأدب واحترام، إلا أنني قبل إكمال شهر من هذا الكلام، أخبرته أن علينا التوقف عن هذا الأمر؛ لأنه يغضب الله. أخبرني، وحلف أن نيته جيدة، لكنني اضطررت إلى أن أقول إن هذه العلاقة خاطئة، فالله تعالى قال: ولا تواعدوهن سرا ... فعلا وافق هو ألا يكلمني إلا بعد إنهاء دراسته، وعندما يكون مستعدا للتقدم لخطبتي، لكنه طلب صورتي. وبحكم أنني وثقت فيه بعثتها له، وحلف أن يمسحها، وبالفعل فعل ذلك.
المهم وعدني أن أنتظر 3 سنوات حتى يصبح جاهزا، وأقسم على ذلك. رأيت أن هذا ما كان علينا فعله، لكن هل هذه بداية خاطئة لعلاقة زوجية، وإن قدم بالفعل إلى بيت أهلي كيف سأخبرهم، ناهيك أنه هو من بلد آخر؟
أرجو المساعدة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمما لا شك فيه أن هذا الشاب أجنبي عنك، وأن مثل هذا التواصل بينكما محرم، وذريعة إلى الفتنة والشر، فالواجب التوبة من ذلك، وراجعي الفتوى: 21582، والفتوى: 5450.
فالبداية خاطئة قطعا، ولكن لا يلزم منها أن تكون الحياة الزوجية فاشلة. ولكن ينبغي اتباع الأسس الصحيحة في الاختيار إن أردت حياة زوجية ناجحة، فلا تكتفي بمثل هذا التعارف العابر من خلال وسائل التواصل، فالاكتفاء به من أسباب الفشل.
فينبغي سؤال من يعرفونه من ثقات الناس، وهذا قد يكون من الصعب في مثل حالتكما إن لم يكن متعذرا؛ لما ذكرت من أن كلا منكما من بلد غير بلد الآخر، وهذا في ذاته قد يكون من عوائق النجاح في الزواج بسبب اختلاف العادات والتقاليد غالبا.
والكيفية التي يمكن أن تخبري بها أهلك، تختلف حسب الواقع والحال، فهذا الأمر قد يكون عاديا عند بعض العائلات، وقد يكون مصدر مشكلة، وربما كان سببا في الرفض، وأنت أدرى بأهلك.
وننبه إلى أن الآية التي أوردتها وهي قوله تعالى: وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا..... {البقرة:235}، متعلقة بخطبة المرأة المعتدة خاصة، وليست عامة في كل النساء، وراجعي الفتوى: 3832.
وإرسال الصورة للخاطب جائز، كما هو مبين في الفتوى: 7630، ولكن هذا ليس بخاطب، فالأصل عدم جواز نظره لصورتك.
والله أعلم.