الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

في ظل هذه الأزمات التي تعصف بأمتنا من كل جهة، وانقسام الأمة إلى أقفاص، وتجبر الحكام وإفسادهم في الأرض، واتباع الغرب في كل صغيرة وكبيرة، وانتشار الفساد في جسد الأمة، والفتن التي لا تنتهي. فأصبح إخواننا المسلمون يموتون ويعذبون في كل مكان، ولا نستطيع فعل شيء، والأعظم من كل هذا تم إلغاء شريعة الله.
فأريد أن أسأل سماحتكم ما هي النصيحة التي تقدمونها لشاب مسلم مثلي للنجاة من هذه الفتن، والوصول إلى بر الأمان؟
وهل هناك حديث للرسول صلى الله عليه وسلم يتحدث فيه عن أحوال الأمة في هذا الزمان، وكيفية إصلاح الأوضاع؟
أرجو الرد بسرعة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنصيحتنا للأمة الإسلامية شيبا وشبابا، رجالا ونساء، هي تقوى الله سبحانه وتعالى، والاعتصام بكتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.

وهذا هو سبيل النجاة من الفتن لا سبيل غيره، وقد أخبرنا الله تعالى في كتابه أن من اتبع هداه فلن يضل ولن يشقى، كما قال تعالى: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى. {سورة طـه:123}.

قال في أضواء البيان: لَا يَضِلُّ فِي الدُّنْيَا، أَيْ: لَا يَزِيغُ عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ؛ لِاسْتِمْسَاكِهِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَلَا يَشْقَى فِي الْآخِرَةِ. اهـ.

وفي صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به؛ كتاب الله. ورواه الحاكم من حديث ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: يا أيها الناس؛ إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً، كتاب الله، وسنة نبيه. اهــ.

ولا شك أن المسؤولية الملقاة على عاتق شباب الأمة أكبر وأعظم من غيرهم، فهم عنوان النهوض بالأمة، ولم تنهض أمة من الأمم إلا بشبابها، ولما أدرك الأعداء ذلك لم يألوا جهدا في إفسادهم بالشهوات والشبهات وإبعادهم عن دينهم.

فعلى الشباب تقوى الله تعالى، وتصحيح المسار في خاصة أنفسهم بالاستقامة على طاعة الله تعالى، وتعلم العلم الشرعي، وفي أمتهم بالقيام بواجب الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

وانظر الفتوى: 121673. عن خطوات عملية تزيد من تمسك الشباب بالدين، والفتوى: 332308. في بيان كيفية الثبات عند الفتن وزيادة الإيمان، ومثلها الفتوى: 197215، والفتوى: 307102، والفتوى: 298540.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني