السؤال
عندما أنصح أصدقائي في المدرسة يستهزئون بي أحيانًا، ويقولون عني: إنني أحرّم كل ما أردت أن أحرّمه، وهذا خطأ، فأنا لا أنصح، ولا أنهى إلا عندما أكون متيقنًا من حكم ما سأقوله، فماذا عليَّ أن أفعل؟ وهل عليَّ نصحهم، وتحمّل السخرية والاستهزاء؟ وهل يجب نصح من لا أعرفه؟ فإذا رأيت أناسًا يسبّون بعضهم في الشارع، فهل يجب عليَّ نصحهم، فأنا أخاف أن يضربوني أو يسبوني، فماذا عليَّ أن أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فحسنًا ما تفعله من أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر، وحسنًا ما تفعله من تثبتك من الذي تأمر به وتنهى عنه، وعليك أن تستمر في ذلك، ولا تبالِ بسخرية الساخرين، واستهزائهم، تبتغي بذلك الأجر والمثوبة من الله تعالى.
ولو أنك رفقت بزملائك، وبينت لهم أقوال العلماء بهدوء، ولين، وذكرت لهم الأدلة المقنعة، وأطلعتهم على ما في ذلك من الفتاوى النافعة، فسيقتنعون، ويكفون عن السخرية بك -إن شاء الله-.
وأما النهي عن المنكرات التي تجدها في الشارع، فإن خفت ضررًا -كأن تضرب، أو نحو ذلك-، لم يلزمك النهي، وكذا إذا كثرت المنكرات، بحيث يشق النهي عنها. وانظر الفتوى: 383455، والفتوى: 186525.
والله أعلم.