السؤال
أنا والله لا أعرف كيف أسألك يا شيخ. أنا شاب في العشرينيات من العمر، والحمد لله منذ عامين أو عام ونصف تاب الله عليَّ، وابتعدت عن الصحبة السيئة، بدأت أقرأ القرآن، وأصلي الصلوات في المسجد، أستغفر، وأذكر الله، الحمد لله لا تمر ساعة إلا وأسبح، أو أستغفر، ولكني لم أستطع البعد عن ذنوب الشهوات. وأعلم أن المنيَّ الذي يخرج من الفرج طاهر، ولكن كنت أمذي كثيرًا، حتى بمجرد التفكير يخرج المذي، فيخرج من على الملابس، وربما يصل إلى فراش النوم والغطاء. فهل يجب عليَّ غسل الفراش والغطاء في كل مرة؟ علما أنه في أغلب الأحيان لا أعلم المكان الذي نزل عليه المذي في الفراش أو الغطاء. ووالله يا شيخ أحاول البعد عن هذه العادة، أبتعد فترة وأرجع إليها.
فهل قراءة القرآن، والصلاة في المسجد تعد رياء؟ يا شيخ وهل أنا داخل في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن أقواما يأتون بحسنات مثل جبال تهامة، وإذا خَلَو بمحارم الله انتهكوها؟
وبارك الله فيكم، وجزاكم كل خير.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك للتوبة النصوح، ثم اعلم أنه لا يجب تطهير الثياب أو الفرش من النجاسة إلا إذا أردت الصلاة عليها أو فيها، وإذا تحققت وصول النجاسة إلى الفراش، فيكفيك غمر موضعها بالماء لا غسل جميع الفراش، وإذا شككت في وصولها إليه، فالأصل عدم وصولها، فاستصحب هذا الأصل، وابْنِ عليه، واعمل به حتى تتيقن خلافه.
وأما قراءتك القرآن في المسجد، وعملك الخير، فليس رياء -إن شاء الله-، ولست -بإذن الله- ممن إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها، بل يرجى أن تكون من الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، عسى الله أن يتوب عليهم.
فعليك أن تجاهد نفسك، وتستمر في المجاهدة للتخلص من هذه الآفات، واستعن على ذلك بالله تعالى، وبصحبة أهل الخير، ولزوم الذكر والدعاء، وكثرة الصوم، والبعد عن مظان إثارة الشهوة، سماعا أو مشاهدة.
وما دمت تجاهد نفسك فأنت على خير، وثق بأن الله سيوفقك، ويعينك مصداق قوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.
نسأل الله أن يمنَّ علينا وعليك بالتوبة النصوح.
والله أعلم.