السؤال
كان أمامي طريقان، وكنت أريد أن أختار أحدهما، فقمت بعمل استخارة، وسلّمت أمري إلى الله عز وجل في اختياري، وذهبت في أحدهما بعد تسليم أمري إلى الله عز وجل، والمشكلة الآن أن الطريق الذي ذهبت إليه بعد الاستخارة وتسليم أمري إلى الله عز وجل غير مرتاح فيه، وتحدث لي فيه مشاكل باستمرار -أكرر باستمرار-، فماذا أفعل الآن: هل أكمل هذا الطريق الذي استخرت فيه، مع ما فيه من مشكلات مستمرة، وعدم راحتي فيه، أم أترك هذا الطريق، وأذهب إلى الطريق الآخر؟ وإذا استخار الإنسان ربه عز وجل في أمر، ثم حدث له مكروه في هذا الأمر، فماذا يفعل: هل يترك الموضوع، أم يستمر فيه؟ جزاكم الله عز وجل خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمطلوب من العبد بعد الاستخارة أن يمضي في الأمر، والتوفيق إليه من عدمه هو نتيجة هذه الاستخارة، والعبرة بما سينتهي عليه الحال.
وإذا صرف عنه بأي نوع من الصوارف، كان ذلك هو الخير له، قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: إذا قدر له أن يكون الشيء، فهذا دليل على أن الله تعالى اختار له أن يكون، وإذا صرف عنه بأي نوع من الصوارف، دل على أن الله تعالى اختار له ألا يكون. اهـ.
وحدوث تلك المعوقات والمشاكل التي أشرت إليها، وأنها تتكرر، قد تكون صارفًا.
وإذا انضم إليها صرفُ قلبك عن الأمر، فهذا أمارة على أن هذا هو الخير؛ لأنك دعوت الله أن يصرف عنك الأمر، ويصرفك عنه، إن لم يكن لك فيه خير.
فإذا تكررت المعوقات والمشاكل، وانضم إليها عدم رغبتك في الأمر، فلا حرج في ترك ذلك الأمر، إن شئت، وانظر الفتوى: 64690، والفتوى: 163911، والفتوى: 160347.
والله أعلم.