السؤال
أنا طالب في الصف الثاني عشر، وهذه السنة أنهي دراستي إن شاء الله تعالى، وهذا يتطلب مني أن أقرأ وأدرس كثيرًا، ومن هنا يأتي سؤالي، هل من الأولى أن أشدد على أمر دراستي، أم على أمر صلاتي وعبادتي؟ (أنا أصلي والحمد لله)، وأعطي مثالاً عن صلاة التراويح، هل أصلي 8 ركعات وأذهب للدراسة؟ أم أصلي 40 وأترك الدراسة؟ وشكرًا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ديننا دين الوسطية، فلا رهبانية فيه كرهبانية النصارى، ولا مادية كمادية اليهود، إنما نأخذ من دنيانا لآخرتنا، ولا غنى لمسلم عن واحدة منهما، نصلي وننام ونصوم ونفطر، قال الله تعالى: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْك [القصص:77].
وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي... رواه مسلم.
فليوازن الأخ السائل بين اجتهاده في الدراسة والتحصيل، واجتهاده في العبادة والنسك، مع المحافظة على الفرائض والواجبات، وأما ما ذكرته بشأن التراويح، فإن الأولى لك أن تصلي إحدى عشرة ركعة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، وأن تذهب لدراستك، ونسأل الله أن يوفقك ويسددك.
والله أعلم.