السؤال
كنت في حصة لغة تنتهي في الساعة التاسعة مساءً، وبعد الانتهاء من الحصة بوقت مُبكر (حوالي الثامنة والنصف)، قررت العمل على السيارة بخدمة توصيل الرُكّاب (الأوبر)، وبقيتُ أعمل حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً.
وبعدها اتصلت بأخي في البيت، وأعلمني بأنه جائع هو وبعض إخوتي؛ فقررت أن أشتري وجبة البيتزا لي ولهم لنأكلها جميعاً، علماً بأن أبي كان مستيقظاً بقرب أخي عندما اتصلت به، ولا أعلم إذا كان يعلم بأنني سأحضر أكلاً للبيت أم لا.
عند وصولي للبيت كان أبي قد دخل لغرفته للنوم، ولا أعلم إذا كان نائماً أم لا، فجلست في صالة المنزل أنا وإخوتي وبدأنا بالأكل والتحدث بصوت عالِ. بعد حوالي نصف ساعة نهض أبي من النوم غاضباً من شدة تأخر الوقت والصوت العالي، وسبب تأخري في العودة للمنزل وتجميع إخوتي في وقت متأخر من الليل. وعندها وفي لحظة من اللحظات قال لي غاضبا: "باليمين السيارة ما عاد تسوقها (تقودها) بعد الساعة (التاسعة ليلاً). فيها أمك (أي حلف طلاق)".
وكان ردي أني حلفت أيضاً بالله بأنني لن أقود السيارة بعد الآن. بعد بضعة أيام حاول أبي إقناعي بأن نيته كانت ردعي عن التأخر والسهر ليلاً وبأنه لم يكن ينوي أو يقصد الطلاق قائلاً: "أنا أعرف ما في قلبي." وبعد فترة قررت أن أصوم ثلاثة أيام؛ لأني حلفت، وعدت إلى قيادة السيارة مرة أخرى، ولكن لم أعد أقودها بعد الساعة التاسعة ليلاً خشيةً من اليمين، وظل أبي يقول لي أكثر من مرة بعدم فعل ذلك، ولكني لم أُرد قيادتها حتى أتأكد من صحة ثبوت اليمين، أم أنه لا يصح لأنه كان في حالة غضب؟ علماً بأنه عند حلفه لم يكن في حالة غضب قاهرة (شديدة للغاية) ولم يكن في حالة غضب عادية. هذا والله أعلم.