السؤال
هل توجد حكمة من ترتيب الرحمن عز وجل في الآية الكريمة
(يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه)
على الرغم من أن الابن والأم أكثر قربا من الأخ
وهكذا
أفتوني مأجورين.
وجزاكم الله خيرا.
هل توجد حكمة من ترتيب الرحمن عز وجل في الآية الكريمة
(يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه)
على الرغم من أن الابن والأم أكثر قربا من الأخ
وهكذا
أفتوني مأجورين.
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد ذكر عدد كبير من المفسرين أن الحكمة في ذلك الترقي على سبيل المبالغة، كأنه قيل: "يفر من أخيه، بل من أبويه، بل من صاحبته وبنيه" فذكر ابن كثير عن قتادة في تفسير الآية: الأحب فالأحب، والأقرب فالأقرب. وقال الزمخشري في "الكشاف": بدأ بالأخ ثم الأبوين لأنهما أقرب منه، ثم بالصاحبة والبنين لأنهم أقرب وأحب، كأنه قال: يفر من أخيه، بل من أبويه، بل من صاحبته. وذكر نحو هذا البيضاوي والرازي والنسفي وشيخ الإسلام، ولعل من المناسب أن ننقل هنا شيئا من كلامه زيادة في الإيضاح، قال رحمه الله: ولجماعة من الفضلاء كلام في قوله تعالى: "يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه" لم ابتدأ بالأخ ومن عادة العرب أن يبدأ بالأهم، فلما سئلت عن هذا قلت: إن الابتداء يكون في كل مقام بما يناسبه، فتارة يقتضي الابتداء بالأعلى، وتارة بالأدنى، وهنا المناسبة تقتضي الابتداء بالأدنى، لأن المقصود بيان فراره عن أقاربه مفصلا شيئا بعد شيء، فلو ذكر القريب أو لا، لم يكن في ذكر الأبعد فائدة طائلة، فإنه يعلم أنه إذا فر من الأقرب فر من الأبعد، ولما حصل للمستمع استشعار الشدة مفصلة، فابتدئ بنفي الأبعد منتقلا منه إلى الأقرب، فقيل أولا يفر المرء من أخيه فعلم أن ثم شدة توجب ذلك وقد يجوز أن يفر من غيره ويجوز أن لا يفر، فقيل وأمه وأبيه، فعلم أن الشدة أكبر من ذلك، بحيث توجب الفرار من الأبوين، ثم قيل: وصاحبته وبنيه، فعلم أنها طامة بحيث توجب الفرار مما لا يفر منهم إلا في غاية الشدة. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني