السؤال
اكتشفت أن زوجي يحدث امرأة، وبينهم كلام غزل، لكن كان مجرد حديث دون مقابلة على كلام زوجي، بعدها قمت بالكذب عليه، وأخبرته أني اتصلت بالمرأة التي يحدثها، وأنها قالت: إنها تعرفه من فترة طويلة، وإنهم تقابلوا مرة أو مرتين، وتم تبادل صور بينهم.
للعلم أني كذبت في هذا كله، وأخبرت زوجي أنها قالت ذلك من أجل أن تحرق قلبي فقط، وحلفته بالله أن لا يبحث وراءها، وأن يستر عليها.
هل أنا أعتبر قاذفة، وظلمت المرأة التي كان يحدثها؟ لأن تأنيب الضمير لم يفارقني من وقت ما قلت له.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما أخبرت به زوجك عن هذه المرأة؛ ليس من القذف الموجب للحدّ، فإن القذف هو الرمي بالزنا -والعياذ بالله- وانظري الفتوى: 126407.
لكنّك ظلمت المرأة بهذا الكذب، فعليك أن تتوبي إلى الله تعالى، وتخبري زوجك أنّك كذبت عليه فيما أخبرتِه عن هذه المرأة، وتستغفري لها.
قال ابن القيم –رحمه الله-: والقول الآخر: أنه لا يشترط الإعلام بما نال من عرضه، وقذفه، واغتيابه، بل يكفي توبته بينه وبين الله، وأن يذكر المغتاب والمقذوف في مواضع غيبته وقذفه بضد ما ذكره به من الغيبة، فيبدل غيبته بمدحه، والثناء عليه وذكر محاسنه وقذفه بذكر عفته وإحصانه، ويستغفر له بقدر ما اغتابه، وهذا اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية قدس الله روحه. انتهى.
وعليك أن تنصحي زوجك بالوقوف عند حدود الله تعالى، والبعد عن هذه المرأة.
وننبه إلى أنّ التجسس في الأصل محرم بين الزوجين أو غيرهما وانظري الفتويين: 15454، 30115.
والله أعلم.