السؤال
كنت أزني، وفي فترة الزواج توقفت عن ذلك، وبعد الطلاق زادت الأمور أكثر عن الأول، وبعد وفاة الوالدة -رحمها الله- أصبحت أزني أكثر من الأول.
ومع كل هذا كنت أتضايق من نفسي، وأبكي، وأصلي ركعتين لله، وأطلب منه التوبة، وأن يكون مرشدي في الدنيا والآخرة، ولا أعرف ماذا أفعل؟ ورغم ذلك كنت أعزم على عدم تكرار ذلك مرة أخرى، وكنت أطلب من الله أن يسامحني، وكنت أحسّ الرد من الله هو أن أفصل من العمل، وفعلا فصلت عن العمل 3 مرات، ولست الآن على رأس العمل، وفي نفس الوقت زنيت، فكيف أصلح نفسي؟
أنا خائف من القبر، وخائف أن يكون الوالدان يتعذبان بسببي، وأنا لا أريد إلا رضا الله، ثم رضا الوالدين فقط، مع أني -واللهِ- كنت بارًّا بهما وهما أحياء، ولكني بعد وفاتهما أشعر أني غير بار بهما، وأشعر أن العالم كله انتهى، مع أني أحيانًا لا أستطيع أن أنام، وأستيقظ وأنا أبكي على حالي.
أنا محتاج لأحد، وأتمنى أن أحضر دروسًا دينية، وأتمنى أن أجد أحدًا يأخذني ليصلحني، مع أني طيب مع الناس كلهم، ولا أؤذي أحدًا، ودائمًا أقول: الحمد لله على كل شيء.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأنت على خطر عظيم -أيها الأخ-.
وأنت بإصرارك على تلك الكبيرة البشعة، تعرّض نفسك لسخط الله، وعقوبته في الدنيا والآخرة، وقد بينا طرفًا من خطورة الزنى وقبحه وشناعته في الفتوى: 156719 فانظرها.
وعليك أن تبادر بالتوبة النصوح إلى الله من هذا الجرم العظيم.
ويعينك على ذلك أن تبادر بالزواج؛ فإنه أغضّ للبصر، وأحصن للفرج.
فإن لم تستطع، فأكثر من الصوم، واصحب الصالحين.
وابتعد عن كل موضع أو مكان تثار شهوتك فيه، وعن كل شخص يدعوك لتلك الرذيلة المنكرة.
والزم المساجد، وِحلَق الذِّكر، ومجالس العلم.
وأخلص لله تعالى، واجتهد في دعائه، واللجأ إليه في أن يصرف عنك السوء والفحشاء، ويجعلك من عباده المخلصين.
وأكثر الفكرة في الموت، وما بعده من الأهوال العظام، والخطوب الجسام.
واخشَ أن يأخذك الله بعذاب من عنده، أو يعاجلك بعقوبته وانتقامه.
فبادر بالتوبة النصوح، وأحسن ظنك بالله، وأقبل عليه.
وثق بأنه مهما كان ذنبك عظيمًا؛ فإنه هو الغفور الرحيم، وهو سبحانه سيغفر لك، إن أنت تبت، وأنبت إليه، وأقلعت عن هذه المنكرات.
والله أعلم.