السؤال
كنت أقوم بإطعام قطط لوجه الله في الشارع، فأكرهني الجيران على ترك هذا الأمر، ورضخت لهم، إلا أن قطتين تبعاني إلى منزلي، فكنت أدخلهما إلى شقتي، وأطعمهما، ثم أخرجهما، فلم يتركا المنزل مع أني أقوم بطردهما خارج المنزل بعد إطعامهما؛ لكي لا يضايقا الجيران.
وبسبب خوف الأشخاص من الفيروس المنتشر حاليًّا، وصل الأمر بهم لدرجة أنهم قاموا بقول الله: "حسبي الله" عليّ أنا وأمي، وسمعتهم؛ لأننا نطعم القطط في شقتنا، فعزمت على طرد القطط، والرضوخ لهم؛ للبعد عن سبّهم لنا، وبعد أن قمت بالتوقف عن إطعامها، قمت بالتنظيف يوميًّا أمام منزلي ومنزل الجيران؛ إلا أني فوجئت بأحداث عديدة، منها: وقوف الجيران في استهزاء بجوار الباب، وسخريتهم من قطة واقفة تريد الطعام بصوت عال، وضحك، وهذا الشيء استفزني؛ مما دفعني إلى الخروج أمام عتبة شقتي، والقول لوالدتي بصوت عال: إننا لا نطعم القطط، وإننا طردناها، وإننا لا نريد أن نتعامل مع سيدات بأخلاق قذرة، ولكني قلت لفظًا أكثر بشاعة، وأمّي استنكرت هذا الكلام، وأنَّبتني، وأنا أول مرة في حياتي أسب شخصًا، ولم أكن أنوي السباب أبدًا، وأقسم بالله إني لا أُكنّ في قلبي كًرهًا لشخص؛ إلا أن استفزاز هذه السيدة جارتي، وتَعَمُّدِها عدم التنظيف المشترك لسلالم المنزل، وإلقائها بالمسؤولية عليَّ، ووقوفها باستهزاء بجوار الباب للسخرية من قطة صغيرة، لا يتعدى عمرها الشهور، عدا قيامها بسبّنا قبل هذه الواقعة من جوار الحائط؛ لأننا لا نختلط كثيرًا؛ قد أصابني بصدمة، فقد رضخت لهم، ومع ذلك لم أسلم من أذى لسانهم، فهل يغفر لي الله مسبتي؟ علمًا أني أعلم أنها مسبّة شنيعة، ولا يليق بمسلمة أن تقولها، وأنا لا يهمني إلا أن لا أكون منافقة مع الله؛ حتى في معاملتي مع من يؤذيني.
أنا لا أريد أن أظهر بمظهر المظلومة، وأن من حولي هم الأشرار، ولكني أقوم بتوضيح الرؤية بشكل كامل، فأنا أخطأت في حق الله، وفي حق الجار، حتى لو كان جارًا سيئًا، إلا أن هذا لا ينفي خطئي، فهل يقبل الله توبتي، دون أن أضطر إلى أن أتعامل معها؟ وهل يجب أن أتحللها؟ علمًا أنها قامت بسبّنا أكثر من مرة بشكل غير مباشر من خلف باب المنزل؛ لرفضنا الاختلاط، كما قلت سابقًا، وشكرًا.