السؤال
أنا فتاة لم أتزوج بعد، وعمري 25 سنة، رأيت شابًّا يعمل مع أبي في العمل، وهو ذو دِين وخُلُق، وأعجبني، وقرأت أنه يجوز أن يعرض والد الفتاة على شاب أن يتزوج ابنته، ولكني أخاف أن يرفضني؛ لأنه تقدم لخطبتي أكثر من شاب، وفي كل مرة بعد الرؤية الشرعية يتم الرفض دون سبب واضح، وأشعر بالانكسار، وقلة الثقة بالنفس من ذلك، وأخاف أن يحدث ذلك مرة أخرى؛ لأنني أشعر أن قلبي منكسر، ويصعب عليّ تحمل رفضي دون سبب، رغم أني حسنة الأخلاق، والخِلقة، ومتعلمة -والحمد لله-.
ألجأ للدعاء فقط، وهذا هو الطريق الوحيد الذي أشعر أنه يحفظ كرامتي وقلبي من الانكسار مرة أخرى، إذا تم رفضي، وألحّ على الله في دعائي، وعندي يقين بالله أنه سيستجيب، ولكني أريد أن أعرف هل يمكن أن يكون سبب رفضي عين، أو سحر، أو مس، أو ما أشبه ذلك؟ وكيف يمكن أن أعرف؟ وماذا أفعل لكي يستجيب الله لي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا علم لنا بسبب انصراف الخطاب عنك هل هو بسبب سحر، أو عين، أو غير ذلك؟ ولسنا مختصين بمعرفة أعراض هذه الأمور وعلاجها.
لكن على أية حال، فإنّ علاج هذه الأمور ميسور -بإذن الله تعالى-.
وأهم أسباب العلاج: التوكل على الله، والمحافظة على الأذكار المسنونة، والرقى المشروعة، والدعاء، مع حسن الظن بالله، وراجعي الفتويين: 2244، 10981.
ولا نرى مانعًا من عرض زواجك على هذا الشاب الذي ذكرت أنه ذو خُلُق ودِين، ويعمل مع والدك، وراجعي الفتوى: 108281.
ولا ينبغي لك أن تخافي من احتمال رفضه؛ فهذا أمر لا ينقص قدرك، ولا يسيء إليك.
ولا مسوّغ لضعف الثقة، أو الشعور بالانكسار بسببه؛ فرفض الخطبة ليس دليلًا على عيب أو نقص في الخاطب أو المخطوبة، فقد يكون بسبب عدم الملائمة.
فتوكلي على الله، وأبشري خيرًا، ولا تيأسي، واعلمي أنّ الله قد يصرف عنك شيئًا ترغبين فيه، ويدّخر لك خيرًا منه، قال ابن القيم -رحمه الله- في الفوائد: والعبد لجهله بمصالح نفسه، وجهله بكرم ربه، وحكمته، ولطفه، لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له، بل هو مولع بحب العاجل، وإن كان دنيئًا، وبقلة الرغبة في الآجل، وإن كان عليًّا. انتهى. ولمعرفة أسباب استجابة الدعاء، راجعي الفتوى: 412414.
والله أعلم.