السؤال
أنا امرأة متزوجة، وعندي مشكلة دائمًا تجعلني غير واثقة من نفسي، وهذا الشيء سبّب لي مرضًا نفسيًّا، فهل يجوز تكبير الأرداف؟ فأنا لا أملك أردافًا نهائيًّا، ولا ثديًا، وعندي كرش في البطن كأني رجل، وقد جربت التمارين، والحبوب، ولم ينفع شيء، وأعاني أيضًا من كثافة الشعر في الوجه.
أكره نفسي، وأحس أني لست بنتًا، بل أشعر أنني ولد، وأريد حلًّا، ودائمًا أرى كل البنات، وأقول: لماذا أنا فقط هكذا؟ وهل يجوز أن أدعو ربي أن يحسن شكلي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك لكل خير.
واعلمي أنه لا حرج على المرأة في إجراء عمليات تكبير الثدي وغيره، إن كان ذلك لإزالة ضرر التشويه الخارج عن الخلقة الطبيعة للنساء.
وأما لمجرد زيادة الحسن، فهو محرم، كما سبق في الفتويين: 378214، 193751، وراجعي للفائدة، الفتوى: 274090.
ولا حرج في على المرأة في إزالة شعر الوجه -سوى الحاجبين-، كما سبق في الفتاوى: 120461، 39938، 147061.
وبعد هذا؛ فإنه لا يليق بالمسلمة الجزع والسخط من خلقة خلقها الله عليها.
وإن كنت تقارنين نفسك بمن هي أجمل منك، فهلا قارنت نفسك بمن دونك من المرضى، والمعاقين، وأصحاب العاهات؛ حتى تعظم نعمة الله في عينك، ولا تزدرينها؟
فشأن المؤمن أن ينظر إلى من هو دونه في أمر الدنيا؛ ليزداد تعظيمًا لنعم الله عليه، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم.
وفي شرح مسلم للنووي: قال ابن جرير، وغيره: هذا حديث جامع لأنواع من الخير؛ لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدنيا، طلبت نفسه مثل ذلك، واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى، وحرص على الازدياد ليلحق بذلك، أو يقاربه، هذا هو الموجود في غالب الناس.
وأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها، ظهرت له نعمة الله تعالى عليه؛ فشكرها، وتواضع، وفعل فيه الخير. اهـ.
وأما الدعاء بتحسين الشكل، فيخشى أن يكون من الاعتداء في الدعاء، وانظري في هذا الفتويين: 362227، 23425.
والله أعلم.