السؤال
أريد أن أستفسر عن أمر يشغلني منذ مدة طويلة، فقد سلكت طريق السوء إثر تعرفي إلى شاب في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أني وصلت لمرحلة الشك في الدِّين، وقمت على إثرها بترك الصلاة، وصرت في قرارة نفسي أقول: إن الإسلام والديانات عامة ليست سوى قيود لحرية الإنسان.
ومن جانب آخر دخلت في علاقة غير شرعية مع الشاب المذكور، لكن قبل ثلاث سنوات قطعت علاقتي به، وعدت -والحمد لله- إلى الطريق الصحيح، وصرت أصلي مرة أخرى، وأؤمن بالله حقًّا، لكن كل مرة أتساءل إن كان الله قبل توبتي، أو هل توبتي هذه نصوح؟
سمعت أن من كفر وعاد إلى الإسلام، فيجب أن يغتسل، وينطق بالشهادتين؛ كمن يدخل الإسلام أول مرة، فهل هذا صحيح؟ وكيف يعرف المرء إن كان الله تقبل توبته؟ جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتقبل توبتك، وأن يزيدك هدى، وأن يثبتك على دينه.
ولا ينبغي أن تشغلي نفسك بتفاصيل توبة المرتد، ومدى صحة توبتك، فهذا قد يكون فتحًا لباب الوسوسة.
وعلى كل حال: فإن توبة المرتد تكون بالنطق بالشهادتين.
ولو صلى حكم بإسلامه؛ لأن الصلاة متضمنة للشهادتين، إلا إن كانت ردته بجحد فرض ونحوه؛ فإن توبته حينئذ تكون بالنطق بالشهادتين، مع إقراره بما جحد به. وانظري الفتويين: 418198، 257530.
وأما اغتسال المرتد: فليس شرطًا لصحة توبته، بل متى نطق بالشهادتين، فإسلامه صحيح، لكن هل يجب عليه الغسل أم لا؟ في ذلك أقوال للعلماء، انظريها في الفتوى: 147945.
وأما علامات قبول التوبة؛ فراجعيها في الفتاوى: 5646، 168081، 189117.
والله أعلم.