السؤال
أنا فتاة عمري 19 سنة، لدي ابن عم عمره 23 عاما، وهو يلمح لي بأنه معجب بي، نحن نعيش في بيت جدي الكبير؛ لذلك أراه دائما خلف الدار هناك مساحة، وحصل ثلاث مرات أن يذهب هناك، ويشغل أغنية ما، وأيضا عندما أنزل في بعض الأحيان يشغل أغنية، وهذا الأمر أزعجني كثيرا، وعبر مواقع التواصل ينشر أيضا.
المشكلة هي أنه أجمل مني، فالله تعالى رزقه الشكل الحسن، والطول، وأنا فتاة عادية جدا، هو دارس في إعدادية التجارة، لكن لم يكمل، والآن يشتغل في محل للملابس.
أخلاقه جيدة نوعا ما، لكن يسمع الأغاني، وغير ملتزم بصلاته، تارة يصلي، وتارة لا، ويؤخر الصلاة، ولا يصوم.
لا أخفي عليكم أني شعرت بمشاعر تجاهه، لكني حذرة جدا، وأفكر في كثير من الأشياء.
أولها: صلة القرابة، أخشى أن تؤثر على الأطفال في المستقبل؛ كالأمراض الوراثية، وخاصةً النفسية. فأنا عانيت من مشكلة نفسية بسبب الوسواس، ولقد ساعدتموني -جزاكم الله خيرا- وأنا أتخلص منها بالتدريج.
ثانيا: أنا أبدو أجمل بالحجاب، فأخاف أن لا يتقبل شكلي، وهو أجمل مني، أخاف أن تهدأ مشاعره تجاهي بعد الزواج، ويحصل طلاق، أو شيء ما، ويكون هذا مجرد حب.
ثالثا: هو ليس متدينا، وأنا أريد أن أتزوج رجلا يهتم بدينه، أنا لا أبين له بأني أعلم، وعندما أراه أتكلم معه بشكل عادي جدا، فالوقت غير مناسب أبدا، فأنا لا أفكر في الزواج أبدا في هذا الوقت، وأرى أن زواجنا خطأ كبير بسبب اختلافنا.
سؤالي هو: هل يجب عليَّ أن أتجنبه، وأبقى في غرفتي إن جاء؟ والتجاهل هو أمر صحيح أم لا؟
علما بأني استخرت في هذا الموضوع العام الماضي، وكانت الاستخارة ليست جيدة.
هذا الإعجاب ليس جديدا، فله أكثر من أربع سنوات.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فابن عمك هذا أجنبي عنك، فيجب أن يكون التعامل بينك وبينه في الحدود الشرعية من الكلام عند الحاجة، ومن غير لين في القول، ونحو ذلك، وراجعي الفتوى: 21582، والفتوى: 47566.
وقد أحسنت بقولك:" وأنا أريد أن أتزوج رجلا يهتم بدينه"، فهكذا ينبغي أن تكون المؤمنة حريصة على صاحب الدين والخلق، عملا بالتوجيه النبوي في الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.
فمن يَرضَى دينه وخلقه يرجى أن تدوم معه العشرة وتسعد معه المرأة، جاء في الأثر الذي أورده البغوي في شرح السنة عن الحسن البصري أنه أتاه رجل، فقال: إن لي بنتًا أحبّها، وقد خطبها غير واحد، فمن تشير عليّ أن أزوجها؟ قال: زوِّجها رجلًا يتقي الله، فإنه إن أحبّها، أكرمها، وإن أبغضها، لم يظلمها.
وما دام ابن عمك لا يحافظ على صلاته، فلا ترتضيه زوجا، فمن ضيع الصلاة فهو لما سواها أضيع، ولا يستغرب منه أن يسمع الأغاني، ولا يؤمن أن يقصر في حق زوجته وأولاده ما استمر على هذه الحال، وقد قال الله عز وجل: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت:45}.
وينبغي أن ينصح بالحكمة والموعظة الحسنة، وخاصة فيما يتعلق بالصلاة، ويبين له خطورة التفريط في الصلاة، فإن هداه الله، فتاب، واستقام، فاقبلي به زوجا، واستخيري الله تعالى في أمره إذا تقدم لخطبتك، ففي الاستخارة تفويض الأمر لله -عز وجل- ليختار لعبده ما فيه الخير.
وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 19333، والفتوى: 123457.
والله أعلم.