السؤال
امرأة تشكو أبناءها الثلاثة الكبار بأنهم يعقونها، ويعاملونها أسوأ معاملة، حتى وصل الأمر لسبها. وأنا أعلم عنها أنها كانت تسيء التصرف مع أمها، عندما كانت على قيد الحياة. ومع هذا، فهي تقول إنها كانت تتوب وتستغفر من قريب. واستسمحت أمها قبل موتها بشهر، وأمها سامحتها، وهي لا زالت تتصدق عن نفسها وعن أمها.
أعتقد أن أبناءها الثلاثة يعقونها لذنبها مع أمها. فهل أنا محقة؟ أليس العقوق يعاقب عليه المرء في الدنيا والآخرة؟ لكنها تنفي ذلك، وتقول إنها تابت، ولا تزال.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت المرأة عقّت أمّها، ثمّ تابت من العقوق توبة صادقة؛ فتوبتها مقبولة –بإذن الله-، والتوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فلا يكون عقوق أولادها لها عقوبة على عقوقها الذي تابت منه.
قال ابن تيمية –رحمه الله-: ونحن حقيقة قولنا أن التائب لا يعذب لا في الدنيا، ولا في الآخرة، لا شرعا، ولا قدرا. انتهى
والواجب نهي أولاد هذه المرأة عن عقوق أمّهم، وتخويفهم عاقبته، فإنّ عقوقّ الأمّ من أكبر الكبائر.
والله أعلم.