السؤال
صليت الاستخارة بعد صلاة الفجر مباشرة قبل طلوع الشمس، ولم أكن أعلم أنه وقت نهي، وصليتها لإجراء عملية دوالي الخصية، وكنت مترددًا في عمل العملية، وصليت أكثر من خمس مرات في خمسة أيام، وكلها كانت بعد فرض الفجر قبل طلوع الشمس، ولكني اكتشفت لاحقًا أن هذا الوقت مكروه الصلاة فيه إلا لسنة الفجر وفرضها، علمًا أني كنت مترددًا جدًّا في العملية، وخائف منها، ولكني استخرت وأجريتها، فهل صلاتي باطلة، وغير مستجابة؛ لأني صليتها في وقت النهي، أم إن الله سبحانه وتعالى لن يؤاخذني على عدم معرفتي بأوقات النهي عن صلاة الاستخارة؟ وأنا أعرف أن وقت النهي من طلوع الشمس إلى ارتفاعها، وبعد صلاة العصر، ولم أكن أعلم أن الصلاة مكروهة في ذلك الوقت أيضًا إلا لسنة الفجر وفرضها، وأحد الأصدقاء قال لي: إن الصلاة غير مقبولة أبدًا.
ولو صليتها في وقت آخر تكون فيه صلاة الاستخارة مستحبة؛ لربما اختلف قراري في إجرائي للعملية. جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنرجو ألا إثم عليك لأجل جهلك بالحكم.
وأما صلاتك في ذلك الوقت، فهي مكروهة عند بعض العلماء، وانظر الفتوى: 307966.
وذهب الحنابلة إلى تحريمها وعدم انعقادها، جاء في نيل المآرب شرح دليل الطالب: (فتحرم صلاة التطوُّع في هذه الأوقات، ولا تنعقد) صلاة التطوّع إن ابتدأها المصلي فيها، أو كان شَرَعَ فيها فدخل وقت النهي وهو فيها، فَيَحْرُم عليه الاستدامة. كذا في الإِقناع وشرحه. (ولو) كان المصلِّي (جاهلًا للوقتِ، أو التحريم). انتهى.
ويرى شيخ الإسلام ابن تيمية أنك مثاب على عبادتك تلك، وأن أجرك لا يفوت؛ وذلك لجهلك بالحكم، جاء في الاختيارات العلمية للشيخ -رحمه الله-: وَكُلٌّ مَنْ عَبَدَ عِبَادَةً نُهِيَ عَنْهَا، وَلَمْ يَعْلَمْ بِالنَّهْيِ، لَكِنْ هِيَ مِنْ جِنْسِ الْمَأْمُورِ بِهِ، مِثْلُ الصَّلَاةِ وَقْتَ النَّهْيِ، وَصَوْمِ الْعِيدِ، أُثِيبَ عَلَى ذَلِكَ. انتهى
وبكل حال؛ فما اختاره الله لك هو الخير، وهو الذي سبق به القدر، فاحمد الله على ما قدره وقضاه.
ولا تَعُد للصلاة في وقت النهي.
والله أعلم.